اعتداء صادم آثم
السبت, 29 أكتوبر, 2016 - 06:28 مساءً

لدى القول بأن أطماع الحوثي ومن ورائه إيران تتجاوز إلى غير المعقول أو المتصور، وتتركز، في الأصل، على عمق المملكة العربية السعودية الشقيقة، وعلى أقدس بقاع الأرض متمثلة في مكة المكرمة والمدينة المنورة، فإن ذنبي إيران الحوثي وصالح لا يحوجانك إلى دليل، ويقومان، عبر سياسة غير مسؤولة، هي أقرب إلى الطيش كعادتهما، بالفعل الجبان غير المتوقع.
 
فهل تصدر محاولة ضرب مكة المكرمة بصواريخ بالستية إلا من حاقد فاقد للضمير والإنسانية.
 
هؤلاء يسيئون إلى فكرة الإسلام العظيم القائمة على التوحيد والوحدة، ويمضون في التشرذم إلى المدى الأبعد، ثم لا يتورعون عن ارتكاب هذا الفعل الصادم الآثم، فيتجاوزون تعاليم الإسلام وقيمه الكلية الكبرى، وصولاً إلى أغراضهم الدنيوية الضيقة.
 
الميليشيات الحوثية فقدت البوصلة منذ لجأت إلى الانقلاب الدموي، وهي الأن تتمادى في المبالغة في الفجور وكأنها ترقص رقصة الديك الأخيرة بعد ذبحه.
 
ذلك هو المصير الحتمي لمن لا يحترم الاختلاف ولا يعترف إلا برأيه ونفسه، ومن يركب مركب الطائفية البغيض فلا شك يغرق، لكن الحوثي اليوم لا يريد أن يغرق وحده، وهو، عبر تصرفاته الحمقاء، يريد جر المنطقة إلى المجهول.
 
المواقف الغاضبة والصادقة، وفي طليعتها موقف دولة الإمارات التي وقفت إلى جانب الشرعية منذ اليوم الأول، وقدمت عشرات الشهداء الأبرار، مقدرة يقيناً، ولقد بدا أن هناك إجماعاً عربياً إسلامياً على ضرورة تطويق الخطر الحوثي الإيراني، نحو اجتثاثه من جذوره، بدءاً من أهمية وعيه والربط بين مجرياته وتفاصيله، ولعل جذور المحاولة الحوثية الخبيثة بدأت هناك، يوم افتعلت إيران ومرجعية ولاية الفقيه أزمة الحج، فجيرت، بكل بلاهة ولؤم، ما يجمع لما يفرق.
 
مكة المكرمة سوف تظل قبلة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها. هكذا كانت منذ أشرقت الأرض بنور ربها، فللبيت رب يحميه، وله بعون الله وعينه التي لا تنام، جنود مجندة تدافع عنه بالفكر والجسد، وتقدم من أجله الأرواح والأعمار.

افتاحية صحيفة البيان الاماراتية اليوم السبت 29 اكتوبر/تشرين الاول

التعليقات