افتتاحية العرب القطرية

افتتاحية العرب القطرية

افتتاحية العرب القطرية

كل الكتابات
هجوم مجنون
السبت, 29 أكتوبر, 2016 - 07:29 مساءً

لم يكن يتصور أحد أن يصل إجرام الميليشيا الطائفية الإرهابية باليمن، إلى حد استهداف مهبط الوحي وقبلة المسلمين.
 
لكن ما دامت أنفسهم الأمّارة بالسوء، قد سوّلت لهم استهداف البيت الحرام، فإنها بداية النهاية لهم وأعوانهم.
 
لقد انتفض المسلمون في كل مكان بعد إطلاق الحوثيين صاروخاً باتجاه قبلة الإسلام، والكل يطرح تساؤلات لا إجابة لها:
من أين جاءتهم الجرأة على إرسال الصواريخ نحو قبلة الإسلام؟
 
أي نفس تدعي الإنسانية.. وأي قلب ينتسب إلى الإسلام ويتوجه إلى القبلة يرضى أن تُطلق رصاصة على الحرم، فضلاً عن أن تطلق صاروخاً؟!
 
لقد سارعت دولة قطر وأعلنت عن إدانتها واستنكارها الشديدين لاستهداف الميلشيات الحوثية، مكة المكرمة بصاروخ باليستي.
 
إطلاق صاروخ باتجاه مكة المكرمة -بحسب بيان وزارة الخارجية أمس- يعد اعتداءً سافراً على حرمة هذا البلد والمقدسات الإسلامية، واستفزازاً لمشاعر ملايين المسلمين حول العالم.
 
والمؤكد أن هذا الاعتداء -بحسب البيان نفسه- دليل واضح على استمرار تجاوزات الميليشيات الحوثية، ورفضها الالتزام بقرارات المجتمع الدولي، والمساعي القائمة لتطبيق الهدنة، ويعيق كافة الجهود المبذولة للتوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية.
 
واللافت أن الحوثي زعم كاذباً أنه يستهدف مطار الملك عبدالعزيز بجدة، ولا يخفى على أحد أن هذا المطار يستقبل المعتمرين على مدار الساعة، وهو بذلك يريد تعطيل شعيرة مقدسة للمسلمين، وهي شعيرة العمرة.
 
إن المواقف القطرية منذ بداية الأزمة، كانت وستظل داعمة للمساعي الدؤوبة التي تقوم بها الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية، لتعزيز الأمن والسلم، ودائماً ما تثمن الدوحة جهود المملكة المبذولة لتحقيق السلام في اليمن، وفق المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني وقرارات الأمم المتحدة، ومنها القرار 2216.
 
والثابت أن ميليشيا الحوثي منذ انقلابها على الشرعية في اليمن الشقيق، فإنها تكشف كل يوم عن وجهها الطائفي المقيت. لم تفلح المساحيق التي حاولت الجماعة تجميل نفسها بها في إخفاء "الأجندة الطائفية الخارجية" التي تحملها، وتعمل على تنفيذها بدقة.
 
بات واضحاً للجميع أن الأجندة التي يحملها الحوثي، هدفها الأساسي تمزيق اليمن، ونشر الفوضى بداخله وفي عموم المنطقة، ليكون هذا البلد العريق والغالي على قلب كل عربي، بؤرة توتر وشوكة عنف مغروسة في ظهر جيرانه، حتى وصل الإجرام إلى أن يكون محطة للهجوم على بيت الله الحرام.
 
هذا الهجوم المجنون يثبت أن اليأس وصل بالميليشيا الطائفية الإرهابية إلى منتهاه، ويؤكد أن كل الإجراءات والقرارات التي اتخذتها والاتفاقات الخارجية التي عقدتها، لم تفلح في الحصول على أي اعتراف دولي بشرعية انقلابها.
 
مطلوب من المجتمع الدولي، دعم الجهود المخلصة التي تبذلها المنظومة الخليجية، وفي القلب منها الشقيقة السعودية، لإخراج اليمن من أزمته الحالية، وإبعاد شبح التفتت عن هذا البلد الذي يتعرض إلى مؤامرة كبرى لتمزيقه، صادرة من خارجه، لكن التنفيذ بيد الأدوات الطائفية الداخلية.

افتتاحية صحيفة العرب القطرية اليوم السبت 29 اكتوبر/تشرين الاول

التعليقات