الرباعية واليمن وعاصفة الحزم
الثلاثاء, 08 نوفمبر, 2016 - 08:07 مساءً

كانت عاصفة الحزم بارقة أمل لكل أبناء أمتنا العربية الصادقين ، وكنا نقول من هنا نبدأ في إعادة الهيبة للأمة العربية ،وأخشى أن ينفرط الأمل ومن ثم نفقد الهيبة ويشمت بنا الأعداء .
 
نلاحظ أيضا أن المعركة السياسية اشتدت بين بريطانيا وأمريكا والأمم المتحدة من طرف، والتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية من طرف آخر في الشأن اليمني .

(2)

علّمتنا الدبلوماسية الغربية الأمريكية الإسرائيلية أنه لا تفاوض ولا مساومة مع الخاطفين سواء كان المخطوف فردا أو أفرادا أو جماعات أو طائرات أو أي وسيلة نقل أخرى ، أو احتجاز رهائن ،وطبقنا ذلك في كل حادثة اختطاف جرت في النصف الثاني من القرن الماضي .لكنها لم تتعرض تلك القوانين واللوائح والتطبيقات العملية ضد مختطفي الدولة بكامل مؤسساتها بقوة السلاح ، واختطاف رئيس الدولة وأركان نظامة كرهائن كما حدث في اليمن من قبل الحوثيين والمخلوع صالح .
 
الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا يمارسان أقسى أنواع الضغوط على الحكومة اليمنية في المنفى لتقديم تنازلات جوهرية لصالح مختطفي الدولة اليمنية واحتجاز وزير الدفاع وعدد من موظفي الدولة الذين تمكن الخاطفون ( الحوثي وصالح ) من إلقاء القبض عليهم ، كما أن الدولتين أمريكا وبريطانيا تمارسان الضغوط ذاتها على دول التحالف وخاصة المملكة العربية السعودية كيلا يقدموا سلاحا متطورا أوحتى تقليديا إلى المقاومة الشعبية والجيش اليمني الذي يمكنهم من النصر واستعادة الدولة الختطفة من أيدي البغاة صالح والحوثي .ليس هذا فحسب بل إن الدولتين تحذران دول التحالف من حسم المعركة لصالح الشرعية اليمنية ، الأمر الذي يبعث على الحيرة ،لماذا الدول الغربية وأمريكا مصرة على وقف الحرب في اليمن قبل استعادة القيادة الشرعية سلطتها ،ولماذا تطالب الرباعية منح الخاطفين تنازلات تصل إلى حد منحهم نصف الإدارة الحكومية عسكريا وأمنيا وسياسيا واقتصاديا .
 
لا جدال في أننا ضد الحرب في أي مكان، لأنها تلحق أضرارا مخيفة بالإنسان والبيئة والبنية التحتية للدولة التي تدور الحرب على صعيدها، لكننا كتب علينا القتال لفرض هيبة الدولة في المجتمع الذي تسوده العدالة والمساواة ،و يؤلمنا جميعا تصاعد قائمة القتلى في اليمن ، ومن أجل ذلك علينا والمجتمع الدولى ردع خاطفي الدولة اليمنية الشرعية بكل الوسائل ، والحق ، أن المفاوضات معهم على مستقبل اليمن قبل تحقيق النصر عليهم تعطيهم الأمل في تحقيق أهدافهم وإطالة زمن الحرب .
(3)
في الأسبوع الماضي قُدمت إلى الحكومة الشرعية اليمنية والحوثيين ورقة عمل من قبل المبعوث الدولي ولد الشيخ عنوانها " خارطة طريق لليمن " وفي جوهرها " اتفاقية شاملة " وشتان بين مصطلح خارطة طريق ومصطلح اتفاقية .، لن أدخل في تحليل النص الوارد كخارطة طريق او اتفاقية ،فليس هنا مجال لتحليل النص، لكن أقول ورد في النص المقدم إلى المعنيين اليمنيين كلمة اتفاقية 23 مرة ، كما ورد ت عبارة " اتفاقية شاملة 8 مرات ،ويكفي ذلك دليلا أن القيادة اليمنية ستجر إلى خندق لن تخرج منه سليمة إن هي قبلت التفاوض تحت عنوان اتفاقية . الخدعة في عنوان الورقة ( خارطة طريق لليمن ) فاحذروا .
 
يرد في نص الورقة المعنية عبارات مخيفة ، مثلا " الانسحابات الضرورية من صنعاء وتعز والحديدة " من يحدد الضرورة في هذه الحالة ؟ ولماذا لم ينص على الانسحاب الفوري من العاصمة صنعاء وتعز والحديدة وكل المدن والأرياف التي اختطفها البغاة من الحكومة الشرعية في البلاد ؟ ولماذا الإصرار على إقالة نائب الرئيس ، وتسليم الرئيس كامل صلاحياته إلى نائبه الذي سيعين بالاتفاق مع خاطفي الدولة ومن ثم يعين رئيس للوزارة وتشكيل حكومة محاصصة ( الفقر 8 ).

(4)

أقف عند مصطلح " حكومة محاصصة "تناقلت وكالات الأنباء أن المجموعة الرباعية ( أمريكا وبريطانيا والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ) وافقت على النص بالإجماع وهنا الخطورة على كل من السعودية والإمارات والبحرين .أرجو أن تتسع الصدور لمناقشة الآثار الجانبية الخطيرة في قبول هذ النص من الدولتين العربيتين اعضاء اللجنة الرباعية .
 
لا سمح الله ،لو تمرد المقيمون في دولة الإمارات مطالبين بحقوقهم المشروعة كما يزعمون ، وتصاعد التوتر إلى درجة تهدد أمن وسلامة الدولة ووحدتها ، لا شك أنهم سيواجهون بالقوة المسلحة من قبل السلطات الحاكمة وهذا حق نؤيدة ونناصره ، لكن سيلجاء أولئك القوم إلى المنظمات الدولية وإلى الدول الديمقراطية الغربية ولا شك أنهم سيناصرونهم في مطالبهم وهو حق المشاركة السياسية تبدأ بالمجالس البلدية وتنتهي بمجالس الشورى ثم تنتهي بالمشاركة في قمة هرم السلطة فقد يطالبون بالقول " منكم الأمراء ومنا الوزراء " ، وهنا سجلنا سوابق على أنفسنا ونظمنا السياسة ، مملكة البحرين مهددة بفرض نظام المحاصصة .
 
لقد رأينا نظام المحاصصة وما فعل ويفعل في لبنان، ونراه وما يفعل بالعراق، إنها دبلوماسية التفكيك في المجتمعات العربية فاحذروا قبولها أو حتى مناقشتها مع الدول الأخرى ، مجتمعاتنا لها خصوصية وأهم تلك الخاصية أننا مجتمع وحدة لا مجتمع طوائف ونحل .
 
آخر القول :نبهت مرارا لخطر الطائفية ، ودعوت بصدق وإخلاص بالتعجيل بحسم المعركة لصالح الشرعية ، وطالبت بتزويد الجيش اليمني بكاسحات ألغام ، وإذا تعذر ذلك فلا بد من استخدام القنابل الارتجاجية لإزالة الالغام ليتمكن الجيش والقوى الوطنية من تحقيق النصر ، والله مع الصادقين .
 
 

التعليقات