هذه تعز بلاغ للناس
الاربعاء, 16 نوفمبر, 2016 - 11:49 مساءً

هذه تعز تكتب على ضفاف الجرح ملحمة الموت والميلاد في وطني ، وتكتب للوجع و الانتصار معا مليون قصة وآلاف الحكايات..
 
هذه تعز تستيقظ من خلف الجوع والحصار، فتوقظ في النفوس  معاني الحرية و الكبرياء على جبين مدينة ترفض البيع في مزاد التواطؤ الدولي..
 
هذه تعز تقاوم نيابة عمن يتفرجون على الأرائك، نيابة عن كل من احترفوا القول الآسن ، وتدثروا بالصمت الآثم، ونيابة عمن امتهنوا الفعل المساوم..
 
هذه تعز تصحو صحو الرياح والزلازل فتحرّك الأحياء والقرى والشوارع ، لتخرج الآلاف ضد الهوان والتواطؤ ، وترتدي زي المقاتل..
 
هذه تعز  عنوان عزّة وعنوان صمود و بقاء ، آتية من نبض المكان والزمان، لتفجّر فينا ينابيع الكرامة وتستعيد فينا الوعي الغائب ..
 
هذه تعز  مستشفيات و أحياء و مدارس وأسواق و مساجد، سألت و تسيل دمائها على البث المباشر، أمام  عالم يدعي الدفاع عن حقوق الإنسان وأمام مجلس يدعي الحفاظ على الأمن العالمي ويصدر قرارات بذلك لا تجد طريقا للتنفيذ ، و لم يجرأ حتى علی التهديد بها..
 
هذه تعز تعلمنا معنى الموت بعزّة، ومعنى الاستشهاد من أجل أن لا نكنس و نداس كما تكنس الجنادب..
 
هذه تعز مدينة ترفض الركوع و تختار لملمة جروحها ، لتعلن الرفض والتحدي عبر أنوف البنادق..
 
هذه تعز بكل أطيافها وأبناءها أطباء وصحفيون ومصوّرون أبدعوا في ساحات الميدان، وقدموا أجسادهم قرابين كي تحفظ الكرامة و تطهر الأرض  و يولد الإنتصار من خلف أنين القنابل..
 
هذه تعز تنتفض على أطنان القذائف، عبر الأجساد المفحّمة وعبر البيوت المهدّمة ، لتصنع بالصوت والصورة والأبطال ، نصرا جديداً ..
 
هذه تعز أيها التاريخ، فأشهد أنها لا يمكن أن تنحني مهما تعاظمت المؤامرات واشتدت المكائد...
 

التعليقات