مثلت عاصفة الحزم بارقة أمل لكل المناهضين لفكر الحوثي القادم من قم والنجف وكربلاء والمناهض لما يحمله المخلوع من حقد على كل من ساهم في إبعاده عن كرسي الحكم.
وتطور حقده ليصل إلى كل أبناء الشعب اليمني الذي نعتهم في خطاب له قبل أيام بأنهم دواعش وتكفيرين ودعا ميلشياته الانقلابية إلى قتل أبناء تعز والبيضاء ومارب.
لنا أن نتخيل فقط ماذا لو لم يتدخل التحالف العربي وكيف سيكون وضع تعز وعدن ومارب، أن الرعاية الإلهية قد حمتنا من عنجهية الحوثي وصالح فقد رأينا حقدهم على دماج وعمران وتعز وعدن ولحج ولهم في كل منطقة ذكريات قاسية يتذكرها الجميع فلا يخلوا منزل من شهيد او جريح أو معتقل أو مختطف أو شريد هاربا من بطشهم وجبروتهم الذي استخدموه ضد الشعب اليمني الذي يرفضهم ويرفض أفكارهم المستوردة ويرفض أيضا فشلهم في إدارة الدولة التى استولوا عليها بقوة السلاح، إلى جانب الخيانة التى سهلت لهم ابتلاع اليمن لولاها لما استطاعوا تجاوز دماج، أن عاصفة الحزم كانت البداية الحقيقة للمشروع العربي الذي افتقدناه طيلة سنوات وكنا نصرخ وننادي العرب أن يتوحدوا ضد المشروع الإيراني، الذي اخترق الدول العربية واستطاع الإيقاع بثلاث عواصم عربية بغداد ودمشق وبيروت، وكانت صنعاء الرابعة لكن الله حماها وستعود إلى حضنها العربي.
وما كان لليمن إلا أن تكون اصلا للعرب وستظل وستلفظ المشروع الإيراني، لقد عايشنا الحوثيين قبل العاصفة ورأينا منهم حقد وصلف واستخدم القوة ضد كل من يرفض مشروعهم فبعد خروج رئيس الجمهورية إلى عدن ارسلوا الطائرات لاستهدافه في مقر إقامته في قصر المعاشيق وهكذا كان سيكون مصير كل من يرفض مشروعهم ويرفض تسليم منطقته ومحافظته.
عامان على إعلان عاصفة الحزم التي إعلن أهدافها بمساعدة الشرعية لاستعادة الدولة من أنياب المليشيات وبذلك تكون العاصفة جأت من أجل الشعب اليمني، وليس من أجل احتلال اليمن او الانتقام من الشعب اليمني، فمن حاول ويحاول الانتقام من اليمن، هم الحوثيين وصالح، عامان من العاصفة تحقق خلال الشي الكثير وبقي الكثير أيضا لتحقيقه فبعد تحرير عدن والمناطق المجاورة لها وتحرير مارب وأجزاء من الجوف وتعز، وتبع ذلك استقرار نسبي في عدن العاصمة المؤقتة حيث تم نقل البنك المركزي وعادة الحكومة للاستقرار النهائي فيها وتم صرف رواتب الجيش والأمن واستعداد الشرعية لدفع رواتب باقي موظفي الدولة في كافة أرجاء اليمن.
بمقابل ذلك فشل ذريع للمليشيات فهم للشهر السابع لم يستطيعوا دفع الرواتب وفي ضل واقع اقتصادي مزري وانتشار الفساد حيث تضخمت أموال قيادة الحوثي وأصبحوا من كبار تجار اليمن مستغلين نفوذهم وقوتهم حيث فرضوا الاتاوات على التجار وعلى الموظفين ونهبوا احتياطي البنك المركزي الذي كان يصل إلى 4 مليار ونصف مليار دولار، وإلى جانب فشلهم الإداري فشلوا فشلاً عسكريا فقد استطاعت الشرعية بدعم من التحالف أن تحرر أجزاء واسعة من الساحل الغربي وتحرير ميناء المخا الاستراتيجي الذي كان يمثل للإنقلابيين رئة يتنفسون من خلال الدعم الذي يصل إليهم عبر الميناء من إيران.
عامان على العاصفة التى عصفت بمشروع الحوثي والمخلوع إلى غير رجعة فكل المراهنات التى كانوا يراهنوا عليها سقطت حتى المجتمع الدولي مايزال موقفة متماسك في الملف اليمني فلم يحدث انشقاق حوله والجميع ينادي بتنفيذ القرار الدولي 2216 والذي يحتوي على بنود صريحة بتسليم الأسلحة والانسحاب من كافة المناطق وهو ما لم يتم ولا أعتقد أنه سيتم عبر الحوار فكيف لجماعة رفضت منذ عام 2004 أن تسلم كلاشنيكوف واحد أن تسلم أسلحة ثقيلة.
عامان على العاصفة كانت الشرعية شريدة طريدة لا تمتلك مكان تأوي إليه واليوم تمتلك جيش وطني وتمتلك عاصمة مؤقتة محررة تتحرك من خلالها وجيشها الوطني يدق أبواب العاصمة صنعاء وأبواب صعدة والحديدة ، ولكن كلما تأخر الوقت كلما دفعنا ثمن أكبر ويدفع الشعب اليمني ثمن باهض أيضا فقد تسببت سياسة الحوثي وصالح الأفقارية إلى تفشي المجاعة في كثير من المحافظات رغم ارسال المساعدات الإنسانية بشكل مستمر لكن الانقلابيين ينهبون المساعدات ويبيعون جزء كبير منها في الأسواق السواد كما يبيعون المشتقات النفطية التي وصل أسعارها إلى أسعار جنونية وصلت إلى 150 دولار ل20 لترً من البترول.
ونحن نحيي ذكرى العاصفة في عامها الثاني نتمنى أن نحيي ذكرها الثالثة ونحن في العاصمة صنعاء ويحتفل الأشقاء بتحرير اليمن من مشاريع طهران التدميرية وهذا يستوجب على الشرعية أن تقوم بإنجاز ملفات هامة في طريق التحرير وإنهاء معانة أبناء الشعب اليمني الذي يدفع ثمن كبير جراء الانقلاب.
*مختار الرحبي - اعلامي يمني مستشار وزارة الاعلام اليمنية.
*المقال خاص بالموقع بوست.