كنت شاهدا على نكبة21 سبتمبر، ولن تبرح عن مخيلتي تلك اللحظة المخزية؛ لحظة اجتياح العاصمة صنعاء من قبل عصابات الحوثي.
أتذكر كيف كنت مكبلا بقيود الحزن أتحسس أنفاسي من بين ركام القهر، وأوزع نظراتي نحو الفرقة الأولى مدرع متشبثا بها كآخر الملاذات.
كنت لحظتها كرهينة تبقى على إعدامها نصف دمعة..
لقد شاهدت بعيني كيف انتعش القبح في أحياء العاصمة وازدهر النفاق على وقع زغرودة مجهولة المصدر، أوقهقهة باذخة فجرتها براكين الحقد الأعمى من صدر غبي ساذج.
استطاع الانقلابيون ان يسرقوا من جمهوريتنا كل شيء ولم يبق في طريقهم سوى الفرقة الأولى مدرع التي يقودها الفريق علي محسن الخصم اللدود للحوثيين وعفاش والإماميين..
أتذكر كيف صمت الجميع وبقيت الفرقة تقاوم.
حيث كنت على مقربة منها وكانت القذائف تنهال عليها من جبل نقم وفج عطان والصباحة لم يكن في الحسبان أن الحرس الجمهوري سيترك العاصمة والفرقة والستين والسبعين لقطعان المليشيات ومرتزقة المشروع الإمامي الصفوي الكهنوتي.
سيسجل التاريخ بأحرف من نور صمود الفرقة والجنرال ولن تبرح عن مخيلتنا تلك الصورة الناصعة لشباب قدموا أرواحهم دفاعا عن الجمهورية، وتصدوا ببسالة رغم حجم المؤامرة وسقوط القيم ونذالة الحرس الجمهوري وحقارة عفاش.
لن نتنكر لأبطالنا ولن يسرق منا الحوثيون ومرتزقتهم هذا المجد والفخر بمن ضحوا بأرواحهم في وجه الطغيان ، ولن ننسى جرائم المليشيات وهي تجهز عليهم في المستشفيات، ولن ننسى أبواق الفجور وسماسرة العار وأرباب الخديعة الذين سهلوا مهمة النكبة وغدروا بزملائنا وأحبتنا.
إن من العدل أن نتذكر الفرقة التي لم تخذلنا ونحن في ساحة التغيير لا يأمن أحدنا أن يتعدى آخر خيمة خوفا من أن يتخطفه أفراد الأمن المركزي أو أن يقع في قبضة من يُسمون زوراً بالأمن القومي الذين كانوا يتربصون بكل خارج من ساحة الاعتصام وإخوانهم البلاطجة يمدونهم من خلفهم والخوف يبسط سيطرته على الجميع.
ولعل أصحاب السبق من شباب الثورة المعتصمين يعون تماما فضل الفرقة وقائدها الذي لبى نداء الواجب وانحاز للشعب وخياراته.
لم تخذل الفرقة اليمنيين ولم يخنهم الفريق محسن كما فعل عفاش..ولقد ظل بعض اليمنيين بين متفائل ومتشائم من الفرقة وفريقها فكان عامل الزمن وحده الكفيل بتبيان حقيقة نوايا رجل وطني بحجم الفريق محسن..
لقد دافعت الفرقة على مدار عام كامل عن الثوار ببسالة وقدمت صورة ناصعة للجيش المؤيد للثورة وظلت تحرس ساحة الاعتصام وتتصدى لاستفزازات قطعان البلاطجة..
ولم تخيب الفرقة أمل اليمنيين؛ ولم يخلف الفريق محسن وعده بالوفاء لثورة ١١فبراير حيث كان أول من وضع الفرقة تحت تصرف الرئيس المنتخب في الوقت الذي تمرد أفراد العائلة على قراراته؛ فنال بذلك شرف الولاء للوطن من جهة، ومن جهة أخرى كسب حب الملايين وتأييد المجتمع الدولي له محققا بذلك المجد بامتياز؛ فيما كان خصومه يتخبطون في الوحل بعد أن فشلت كل مؤامراتهم وأصبحوا لا يملكون من أمرهم سوى إعلان الولاء للحوثي والبراءة من الجمهورية.
المجد لشهداء الفرقة الأولى خاصة والجيش والمقاومة عامة..
الخزي والعار للخونة والأنذال.. النصر لليمن..
المقال خاص بـ "الموقع بوست"