هائل سلام

هائل سلام

هائل سلام محامي وناشط حقوقي

كل الكتابات
عجائب السعودية !
الاربعاء, 22 نوفمبر, 2017 - 04:22 مساءً

من حوالي ثلاثة أعوام والسعودية تخوض حرب شعواء في اليمن ( حتى لانقول على اليمن)، بزعم مواجهة أذرع إيران في المنطقة.

ومن حوالي ثلاثة أعوام والسعودية، نفسها، تنتهج سياسات سعودة وتصمم حملات شعواء، كذلك، ضد من تصفهم بالمخالفين.

وهي سياسات وحملات تطال أول ماتطال المغتربين اليمنيين في السعودية، بالنظر الى كثرة اليمنيين هناك، بفعل الجوار وإتساع خط الحدود البرية تحديدا.

وإن قلنا بأن السعودية دولة ذات سيادة، وهي حرة، كل الحرية، في ما تنتهجه من سياسات وماتقوم به من حملات على أراضيها، فسيبقى السؤال مع ذلك قائما :

كيف لدولة تخوض حربا ضد ماتصفه بذراع إيراني في دولة جارة، وهي حرب تدفع أكثر الى تدفق سكان الدولة الجارة هذه الى مغادرتها إلتماسا للأمن وسبل الحياة الكريمة في أراضي الدولة المحاربة للأذرع الإيرانية تلك، كيف لها أن تنتهج سياسات وتقوم بحملات، تشمل أول ماتشمل، مغتربي الدولة الجارة لديها ؟!

كيف لها أن تواجه ذراع إيراني، كما تعلن، وفي نفس الوقت، تمد هذا الذراع ، بمناصرين، وعلى الأرجح، بمقاتلين، جدد وكثر ؟!

أخلاقيات الجوار تقتضي أن تستقبل السعودية اليمنيين اللاجئين إليها، فرارا من جحيم حرب دائرة في بلدهم، حتى ولو لم تكن طرفا في تلك الحرب،. فكيف إذا كانت هي نفسها طرفا رئيسيا في الحرب " الطاردة " هذه ؟!
لنضع جانبا الأضرار والآثار السلبية التي يمكن أن تلحق باليمن واليمنيين، جراء تلك السياسلت والحملات، مهما بلغت مأساويتها، ولكن لنسأل أو لنتسائل :

ماذا عن الآثار السلبية التي يمكن أن ترتد على السعودية نفسها، جراء سياساتها وحملاتها " العجيبة" تلك ؟!

اليمن، طوال سنوات الحرب الأهلية في الصومال، أستقبلت مئات الآلاف من اللاجئين الصوماليين، على الرغم من أنها ليست جار مباشر للصومال - إذ يفصل البحر بين البلدين - وعلى الرغم كذلك من ضعف وشحة إمكانياتها، ومن كونها ليست طرفا في الحرب الدائرة هناك طيلة تلك السنوات.

ماحدا بالرئيس الصومالي " الحالي" لأن يسجل كلمة شكر خاصة،معبرا عن إمتنانه لليمن واليمنيبن، لإستقبالهم اللإجئين الصوماليين، طوال سنين الحرب الأهلية في بلاده.

وعلى الرغم من الإمتنان الصومالي الصريح، وربما بسببه ولمقتضاه، لم تمن اليمن على الصومال، فتلك أخلاق الجوار النبيلة - حتى على بعد بحر فاصل - وذاك ماتوجبه المروءة والشهامة، والقيم الإنسانية الرفيعة.

مستقبلا، وبسبب " عبط " السياسات السعودية وتناقضها، لن يتذكر اليمنيون، التدخل السعودي في بلادهم، على أهميته بالنسبة إلى كثير منهم، بل سيتذكرون، تضييقها على المغتربين اليمنيين، وترحيلهم، وإعادتهم، عنوة وقسوة، إلى الجحيم الذي فروا منه لاجئين، والذي تعد هي نفسها طرفا أساسيا، بل وسببا رئيسيا، فيه.

الغرابة، نفسها، تستغرب، والعجب، ذاته، يتعجب !!

*من حائط الكاتب على فيسبوك 

التعليقات