يغلق المجلس الانتقالي الجنوبي أبواب عدن والمحافظات المجاورة لها أمام أي مواطن ينتمي للمحافظات الشمالية دون مراعاة لأي اعتبار سواء كان ذلك للسفر أو العلاج أو حتى أولئك الفارين والنازحين من جحيم الحرب والباحثين عن مكان آمن بعيدا عن مناطق المواجهات في المحافظات المجاورة بل تعدى الأمر بإغلاق مطار عدن أمام الرئيس هادي وقادة الدولة الذين لا يتوافقون معهم على الرغم من كونهم جنوبيين وممن قادوا معارك تحري رعدن من الانقلابيين .
وأمام كل هذه الإجراءات التي تنال من الشرعية والمواطنيين في الشمال تستقبل عدن والمحافظات الجنوبية قيادة الانقلاب من عائلة صالح وأنصارهم الذين مكنوا مليشيات الحوثي من كل مؤسسات الدولة الأمنية والعسكرية وسلمت لهم أسلحة الدولة وفتحت الطريق أمامهم من عمران وصولا إلى عدن بل ووفرت لهم الحماية الكاملة وفتحت لهم المعسكرات الخاصة بقيادة طارق صالح.
عبد الحافظ السقاف قائد الأمن المركزي في عدن سابقا الذراع الأيمن للرئيس السابق على صالح والذي لا تزال شواهد جرائمه التي ارتكبها ضد أبناء عدن باقية الى اليوم وهو الذي مارس القمع والتنكيل والإعتقال بحق أبنائها طيلة سنوات توليه الأمن في عدن،
يتجول اليوم السقاف في شوارع عدن وبموكب عسكري كبير تحرسه المدرعات الإماراتية من كل جانب بمشهد لايختلف عن موكبه أثناء قيادته للأمن في عدن بل ربما هذه المرة أكثر استعراضا وزهوا ،وهو من قام أيضاً بالانقلاب على الرئيس هادي وفتح أبواب عدن لمليشيات الحوثي لاجتياحها والسيطرة عليها بل وقاد المعارك فيها ضد أبناء عدن المسالمين.
ليست هنا المشكلة لكن ما يدعو للتساؤل كيف يمكن بل كيف يحدث مثل هذا وسط صمت أبناء المقاومة الجنوبية وأسر الشهداء والجرحى ومن فقدوا منازلهم وممتلكاتهم وهم الذين شردوا حتى وصلوا الى الصومال وجيبوتي هربا من جحيم النار التي أشعلها عبدالحافظ السقاف وجنوده،
وما يدعو للاستغراب والتعجب كيف تمكن المجلس الانتقالي من ممارسة التضليل وبيع الوهم لأبناء عدن والجنوب بإيهامهم بتمسكه بأهداف الجنوب التي تمثلت بمحاربة وطرد من قتل وشرد وظلم أبناء الجنوب في الوقت الذي مازال يرعى ويحتضن هؤلاء القتلة وبتوجيه إماراتي دون اعتراض أو حتى امتعاض من ذلك.
ما يحدث مؤخرا في عدن من تقويض للشرعية بقيادة الرئيس عبدربه منصور هادي والحكومة ممثلة بالدكتور أحمد بن دغر وإعلان الحرب ضدهما وضد الألوية العسكرية الموالية لها وبالتوازي مع احتضان واستقبال من قادوا الحرب على عدن وقتلوا أبناءها يؤكد بما لا يدع مجالا للشك بأن قيادة المجلس الانتقالي باتت مسلوبة القرار ولم يعد لها أي دور سوى تنفيذ أجندة الأمارات حتى لو استدعى الأمر قتل إخوانهم من رفاق النضال والكفاح من أبناء المقاومة الجنوبية ، وما أحداث عدن الأخيرة عنكم ببعيد..