فاروق المفلحي

فاروق المفلحي

كاتب يمني مقيم في كندا

كل الكتابات
هذا هو الترابي
الإثنين, 07 مارس, 2016 - 08:06 مساءً

عن الشيخ والمفتي والسياسي وفقيه القانون عن هذه الشخصية لا نعرف الكثير عنها ومن يعرف الكثير عن هذه الشخصية المثيرة للجدل هم الغرب وساسة الغرب، وللعلم فهو من مواليد 1 فبراير 1932م في مدينة -كسلا- ومن اسرة ميسورة، وكان والده شيخا وقاضيا من مشائخ المذهب الصوفي الوسطي والانساني.
 
امتد به العمر الى 84 سنة كانت حافلة بكل مثير وعجيب ومدهش، ومنذ ان تخرج محاميا من جامعة الخرطوم، فقد كان صوته يدوي وذكائه يمنحه التفوق للفوز في كل حوار وفي كل قضية يترافع او يتحاوربها، ولقد واصل تألقه في علوم القانون حيث درس في جامعة -اكسفورد- وتخرج منها بدرجة ماجستير، ثم أبتعث الى فرنسا ونال دكتوراة في القانون من جامعة -السربون- الفرنسية.كما وشغل عدة مناصب حكومية حيث عين وزيرا للعدل ثم عين وزيرا للخارجية كما وهو المؤسس والأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي العربي الإسلامي.
 
يعد الترابي من أشهر القادة الإسلاميين في العالم ومن أشهر المجتهدين على صعيد الفكر والفقه الإسلامي المعاصرين، له كتاب في تفسير القرآن وكتاب في أصول الفقه وكتب كثيرة أخرى في مجالات الاصلاح الإسلامي والسياسي.
 
هذا الفقيه القانوني -المطارد- وكاتب الدساتير الذي استعانت به دول إسلامية كثيرة في وضع دساتيرها ومنها - جمهورية باكستان الإسلامية - هذا الفقية المبتسم دائما، أثر في وعينا وترك اليوم بعد رحيله علامات فارقة على تفكيرنا ووعينا وملامحنا السياسية والدينية، ولقد عاش هذا المجالد حياة فيها الكثير من الصراعات والتحديات، ودخل السياسة والدين من ابوابها الواسعة فكان ان صبغ وعي ابناء الأمة العربية والاسلامية بعلمه وتوسطه ونباهته وقوة حجته وسهولة وطراوة كلامه ولين مفرداته ،حيث كان وفي كل جملة يصحبها بإبتسامة وضحكة مجلجلة ، وعرفت عنه -قهقته- المجلجة حتى في محاضراته في فرنسا وبريطانيا وكندا بل واثناء رئاسته للبرلمان السوداني.وعن زيارته الى كندا في سنة 1992 فقد التقاه اثناء زيارته شاب سوداني حاز على -الحزام الاسود- في رياضة الكراتيه واشبع الترابي ركلا وضربا، فنقل وهو في غيبوة تامة الى العناية المركزة ولكنه بعد ايام افاق من غيبوبته.
 
لست بصدد التسويق لشخصيته فهو قد صنع من نفسه هرماً شامخاً وشخصيةً تثير الإعجاب والجدل والإنبهار.
 
ولقد توقفت امام وسطيته الدينية المُلهمة، فهو يقول وفي - جزيئة- عن المراة وحقوقها والخوف عليها،- فقد قمنا بسجنها وتقييدها في مساحة الدار، والدار هي اوسع من جدران اربعة ، كما وان والحجاب وهو في الاصل الخمار ولا يدلى الخمار الاّ على الجيوب وهو الصدر، ولكننا وما نراه اليوم من تزمت في تغطية المراة، من حجاب وجلباب ونقاب ، فهي هنا تبدو وكانها غواية، وتظهرنا وكأننا في حالة نهم وتوحش لإفتراسها، واضاف أنظروا الى حالها فقد فاقت التغطيات، فاقت المألوف والمعروف! فهي تكاد ان تبدو لنا عبارة عن ملامح كائن يتحرك من بين اكوام الخرق الداكنة التي تلتف عليها وتحجبها بل تكاد تخنقها، وهذا كما قال لعمري لا يجوز بل ويضعف ديننا، بل انه يظهرنا بمظهر المتوحشين فحين نرى وجه المراة ننساق الى غوايات الشيطان وتتحكم بنا غرائزنا- .
 
كما وكان يتحدث عن قدرة المرأة ونديتها على قيادة الأمة وقال، اذا تلفتنا بيننا وراينا بين النساء من هن اقوى شخصية واكثر علما وتفقها من الرجال ، فلماذا لا نمنحها الثقة والقيادة ، وابان ان الرسول صلى الله عليه وسلم كان يخص نساء بزيارات للحديث معهن، وذلك التكريم ليدل على ثقته بالمرأة في ان خصها بلقاء وزيارة وحديث منفرد معها ! ويقول وللاسف فقد تحولت اليوم المراة الى كسيرة ذليلة مدحورة ومهيضة الجناح.
كما وكان الشيخ الترابي قد تحدث عن العسس في الاسلام وقال ان العسس هم رجال أمن ولا يجوز لهم بل ولا يجوز حتى للهيئات الدينية، لا يجوز لهم ان يتقحموا البيوت ويتابعوا ويتتبعوا شؤون العامة وهتك اسرارهم في بيوتهم! وقال ان شارب الخمر يقام عليه الحد متى ما ترنح وهي مخمور بين القوم وفي الشارع، ومتى ما ساق سيارته وهو يعاني من شدة السكر ومتى ما تباهى بعمله المشين، ولكن لا يجوز لنا ان نتجسس وان نقتحم البيوت فلها حصانتها وحرماتها.
 
لكن حكايات الدكتور والشيخ والعلامة حسن الترابي لا تنتهي ابدا، فهو شخصية ملأت حياة اجيال بالكثير من الافكار والملهمات بل والجدليات، وهو اليوم وقد ترجل، فعندي شعور بل ثقة انه سيكون اكثر تاثيراَ ودوياَ بما تركه لنا من فكر وفتاوي وسيرة زاخرة بالتحديات والعناءآت والتضييق والسجون والخصومات.
 
طيب الله ثراه واسكنه فسيح الجنان.
 
وكانت في حياتك لي عظات**وأنت اليوم أوعظ منك حيا
 
كاتب واديب يمني مقيم في كندا
 

التعليقات