لن نخسر أكثر مما خسرنا، فقد خسرنا وطن، وشردنا في المنافي والمشافي والقبور، وبالتالي فإن السكوت عن الخطأ في هكذا مرحلة، يعنني أننا مشاركون فيها، وملعونون إلى أبد الآبدين.
أقدر سكوت كل من لديه حسابات مع الشرعية؛ نؤومة الضحى والظهر والعصر، ودوائرها المشبوهة و"وعبثها" الدبلوماسي النشط في الخارج، لكن لا يسفه الآخرين ولا "يتحرش" بمن ليس لديه ما يخسره!
أقدر أيضا من يتغاضى عن أخطاء شرعيته خوفا من استخبارات وريالات الجارة المتكرشة، لكن لا يجعل الخمسة الألف سعودي قيمته وأهله !
أقدر أيضا حفاظ جل المواقع الإخبارية اليمنية على مخصصها الشهري من حميد أو محسن أو من جلال هادي كونه نحا نهج أحمد علي في شراء المواقع والصحف لكن بغباء، إذ اعتمد الأول على صحفيين محترمين لكن الأخير اعتمد على مجموعة "ركش" باليمني المبين.
صدقوني لا أجمل من قول الحقيقة ولو لم ترضي الجميع.
باختصار، ما أجمل أن لا تكن مقيدا إلا بضميرك وبنفحة الوطن المغروس في الروح.
لا لوائح حزبية تخيفك ولا زملائك لك في قطر وفي اسطنبول يوبخون ويتمترسون ضدك، ولا وهم التقدميين والقومجيين يوسوسون حولك!
أما قرود الحوثية فلم يرتقوا بعد لمرتبة الآدمية حتى ننتقدهم. وحتى "ربالات" الحراك فليس لهم وجود معنوي لنذكرهم ! دعونا نكون أكثر واقعية، هم موجودون لكنهم سيتلاشون مع انتهاء مفعول علب "الرنج" الإماراتية.
لا أدرى لم ارتصت ببالي الآن صور المدرجات الرومانية والقصور التى ماتزال مشيدة في كل بلد اوروبي وعربي مر عليه الرومان. إنه "رنج" أصيل على ما يبدو !
ببساطة، هذه يمننا وإن كانت تحتضر. هي بلادنا ومأوانا وأولنا وآخرنا. لنصرخ في وجه الجميع: "هذي بلادنا ولنا الحق في البكاء على رفاتها" !