تمر الأيام على "إنتفاضة حجور" المتصاعدة ضد جماعة الحوثي ولم نلمح حتى مشهد خجل في خد الشرعية المنعم والنؤوم.
فمنذ مدة، خمدت تقريبا كل الجبهات اليمنية المعادية للحوثي في كل خطوط التماس.
الأمر يعود لإعتقاد البعض ربما بأن الجماعة الحوثية أصبحت قوة بطش مرعبة خصوصا بعد قتلهم لحليفهم صالح واحكام سيطرة الجماعة على مناطقها مقابل انشغال الشرعية ومعها دول التحالف بتفاصيل صغيرة في المدن المحررة.
طبعا الحديث هنا ليس عن جبهات الجيش الوطني وعن التشيكلات العسكرية التابعة للشرعية، وإنما أيضا عن جبهة القبيلة اليمنية وعن أفرادها الأشاوس وهم يذودون بسلاحهم الشخصي عن الوطن والجمهورية ضد البطش الحوثي بكل عتاده وعدته.
الحرب الدائرة في منطقة "حجور" بمحافظة حجة بين القبائل وجماعة الحوثي تزيدنا يقينا بأن الجيش الوطني ولنقل تحالف دعم الشرعية لا يريدون لليمن أن تتحرر من الحوثي وإنما يبدو بأنهم يعاقبون بصمتهم، هذه القبائل التي قالت للعنجهية الحوثية: كفى! بينما هم الأصل استعذبوا هذه المعمعة التي يروح ضحيتها عشرات اليمنيين قتلا وتنكيلا ونزوحا وجوع.
لقد كظمت هذه القبائل ضيمها منذ الإنقلاب، وحين ازداد الصلف الحوثي قال أشاوس حجور: لاااا "إن كان ثمة حسابات سياسية للشرعية وداعميها الإقليميين فلنا كلمتنا نحن أيضا.. هذه أرضنا وحياتنا ولنا الحق في تقرير مصيرنا وتغيير واقعنا المرير". وهذا هو لسان حال كل اليمنيين في كل مناطق الحوثي عاجلا أو بعد عام !
معلوم أن الجيش مدعوم إماراتيا وسعوديا، تدور حول ركود جبهاته عدة استفهامات، لكن ألا يخجل القادة من ترك هذه الفرصة الجليلة تفوت بصمت! لم لا يقولون للعالم نحن هنا وهاهم العاديون من أبناء اليمن يكافحون بجهودهم الذاتية ضد هذه الجماعة التي لم تلتزم باي إتفاق حتى أنها قتلت مؤخرا وبعد سريان اتفاق استوكهولم قائد الأركان ورئيس الاستخبارات العسكرية في ما عرف ب"حادثة العند" قبل أسابيع.
الأمر برمته يدعو للاستجهان والتساؤل لم تترك قبائل "حجور" لوحدها؟
هذا سيدفع كل من يفكر بالتحرر من ربقة الحوثي بجهده الى العدل عن فكرته وهو يشاهد خذلان الشرعية ودول التحالف العربي لهذه القبائل في لحظة هم بحاجة ماسة لأي سبب مقنع يساهم في الانقضاض على الجماعة عسكريا، خصوصا وأن "حجور" تبعد عشرات الكليو مترات فقط من جبهة حرض التي يسيطر على أجزاء منها الجيش الوطني.
أشعر بالخجل حقا من تصرف الشرعية ومن تصرف دول التحالف في هذه الجزئية، حتى أنهم لا يشعرون بالخجل، ناهيك عن أن لا أحد منهم فسر للرأي موقفهم المخزي.
