نجيب غلاب

نجيب غلاب

رئيس مركز الجزيرة للدراسات

كل الكتابات
حروب وكلاء ايران
الخميس, 08 أكتوبر, 2015 - 02:50 مساءً

ايران عاجزة عن ادارة حرب مباشرة ضد العرب، لذا توظف وكلائها المحليين وهم أشبه بخلايا امنية وميليشاوية تمولها وتعدّها ايران لادارة حروبها ضد الآخرين واضعاف المجال العربي وتوظيفه في ضغوطها ضد الإقليم والمنظومة الدولية لحماية أمنها القومي.
التجربة السورية واليمنية واللبنانية وحتى العراقية اثبتت ان وكلائها يمثلون التحدي الابرز لشعوب هذه الدولة والعامل الاكثر اثارة للتخريب والدمار واضعاف الدولة الوطنية وزعزعت الهوية الوطنية وتفكيكها وهذا مهم لان ايران تركز على التنظيم القوي الماسك بخناق الدولة والمهدد للمجتمع بالحروب الأهلية وبالتالي الثأثير الحاسم على صناعة القرار الداخلي لخدمة النفوذ الايراني على حساب الدول الوطنية وشعوبها.
والتدخل المكثف والمتهور لإيران في شئون الدول الوطنية في المنطقة العربية بدأ تأثيره مضاد مؤخرا على الحركات التابعة لها وبالذات بعد تنامي اعتراض عربي صارم بعد ان تكشف وجه ايران القبيح والانتهازي وبدأت مقاومة فعلية للوكلاء وعجزت ايران بكل ثقلها من حماية الأسد وكان سيلحق بعده حزب الله،.
التدخل الروسي جاء بعد فشل ايران ووكلائها، وفي اليمن وكلائها اصبح سقوطهم الواقع الذي لا مفر منه، وفي العراق تنمو الوطنية العراقية في الأوساط الشيعية والسنية وبدأ التمرد على الولي الفقيه وهيمنة ايران.
ايران ليست الا نمر من ورق حتى وان امتلك قوة عسكرية فهي مخنوقة بجغرافيتها ولكنها لاعب محترف في ادارة الفوضى في الدول العربية، ولا تجرؤ ايران على اعلان الحرب على اي دولة عربية فهي اضعف من ان تنتصر على العرب وتمكن العراق سابقا من انهاكها واي مغامرة سيؤدي الى أضعاف ايران ودخولها في دومة من الفوضى وربما سقوط نظامها من الداخل، فإيران اليوم لا تحتمل معركة كبرى وبالذات ان تهورها وبالذات اذا تحركت في دول الخليج سيدفع الى تحالفات في المجال الاسلامي يجعلها بين كماشات حرب شاملة في المجال العربي والإسلامي ضدها وضد اي وكلاء لها.
ايران ولاية الفقيه نظام شمولي بمجرد ان يحارب يتهاوى من الداخل، والضغوط الخارجية اذا اتخذت شكل حربي سيجعلها انفعال يقاتل لينتحر .. فالباكستانيون أقوى من ايران وكذلك الأتراك وايضا العرب اما اذا شكلت هذه المحاور الثلاثة جبهة واحد فسيكون وضع ايران اكثر سوء.
تعتمد ايران على الدعاية وعلى تصدير الاٍرهاب واختراق مجالات الدول استخباراتيا ولها علاقات جيدة مع الروس والغرب الا ان كلاهما يرى ايران نظام شاذ وغريب لانه بنية ثيوقراطية تستند على غيبيات وأوهام وبنية أيدولوجية ثورية تعبوية استمرارها يؤثر على الامن الإقليمي والعالمي ولا يمانعون من اسقاط نظامها في حالة توفرت الشروط الداخلية والقدرة على تحمل أعبأ الفوضى الناتجة عن السقوط.
ايران بالاخير اليوم ليست الا اداة موظفة في لعبة الكبار فالغرب يريدها بيدقا في ادارة التنافسات الدولية وكذلك روسيا التي تبدو انها قريبة من ايران الا ان الواقع والمصالح والصراعات الجيواستراتيجيّة تجعل ايران اقرب الى الغرب الا ان بنية الوعي الذي أسس له الخميني يجعل ايران تقترب اكثر من الدب الروسي الذي يريد استتباعها.
واظرف تصريح لحسن نصر الله الذي اصبح ارجوز مضحك في تصريحاته والذي إشار بشكل واضح ان روسيا هي محاور المقاومة مع ايران وفنزويلا وهذا الانتقال الموالي للروس هي محاولة لحماية الذات بالرهان على الدب الروسي الذي كان قدومه الى سوريا له سياقات باتجاه ايران غربا وعجزها عن حماية النظام السوري وبمصالح روسيا لا ايران ولحماية امن اسرائيل لا تهديده!!!

التعليقات