جنون السعودية وطيشها وانحرافها عن مكانتها الدينية وانخراطها في المؤامرة على دول المنطقة بالاشتراك مع الامارات دفع العديد من الدول المجاورة للتفكير على طريقتها الخاصة لمواجهة هذا التوغل ودفع هذه المؤامرة.
ما فعلته سلطنة عمان جهرا في لقاء سلطانها باسرائيل هو ذاته ما تفعله السعودية سرا وترتب له منذ سنوات.. وحديث ترامب عن هذا الأمر كان واضحا قبل يومين عن مدى التعاون بين اسرائيل والسعودية.
سياسة السعودية المدفوعة بوهم التوسع والهيمنة في المنطقة وجعل بقية الدول مجرد تابع لا أكثر تقف خلف التقارب العماني الاسرائيلي.
عانت سلطنة عمان كثيرا من جيرانها ولعل انتفاضة ظفار أكبر شاهد في عهد الملك فيصل.
لذلك تسلك السلطنة سلوكا خاصا للدفاع عن نفسها.. بعيدا عن التكتل ضد الآخرين وقريب من الاستقلال السيادي.
حين قاطع العرب السادات بعد زيارته لاسرائيل كانت السلطنة وحدها من يسانده.. وحين وقع حادث اغتياله كان الوزير العماني الممثل لوزارة الخارجية في بلاده هو أحد أبرز المسؤولين العرب الحاضرين في ذلك الحفل العسكري المميت بعد مقاطعة اغلب الدول للسادات.
موقف السلطنة من الحرب في اليمن هو الآخر يعكس سياستها الخارجية ونظرتها للوضع في المنطقة.
بالتأكيد الهرولة نحو التطبيع مع اسرائيل في هذه اللحظة الفارقة من التاريخ العربي يمثل علامة للضعف العربي وتمزق ما بقي من كيان لهذه الأمة، لكن هذا الوضع ما كنا لنصل إليه لولا أن ما كنا نعتقد أنهم كبار هرولوا بشكل متسارع.. فلحق بهم البقية وكانوا أكثر ثقة فيما يفعلون.
يقول المثل اليمني: إذا ... الإمام ..... المصلين.
اليوم العرب يرحلون نحو اسرائيل لحماية أنفسهم من بعضهم البعض، فهم يدركون أن اسرائيل هي يد الغرب وابنته المدللة، والعلاقة معها هي مدخل للوصول لدى صناع القرار والمتحكمين بالقوة.
لكن التطبيع في كل الأحوال سيكون في رأس الحكام، أما الشعوب فلا تزال ترى ذلك شيئا محظورا، لكن هرولة الحكام لن تنحصر على التطبيع السياسي بل سيلحقها تطبيع شامل سيؤثر على الشعوب لاحقا، حيث ستقتل القضية الفلسطينية في نفوس الشعوب ليظهر جيل لاحق في المستقبل لا يعلم عنها شيء.