النسخة اليمنية من "داعش"
الجمعة, 09 أكتوبر, 2015 - 12:45 مساءً

إن حدث ووجد فرع لتنظيم الدولة الاسلامية (داعش) في اليمن، فإن جزيل الفضل في نشأته وتأسيسه يعود لعبدالملك الحوثي وقطيعه الذين عمموها على خصومهم، حتى لكأنها تشمل جغرافيا ومناطق وتيارات وشعبا بأكمله، في توظيف رخيص وقبيح لاستثارة فزاعة ”داعش” -الوهمية في اليمن- لاستجلاب عامة الخائفين المفترضين على رقابهم من الذبح، والاهم تسويق مبرر سخيف لكل الغزوات العدوانية الهمجية على اليمنيين.
في اليمن وجد تنظيم القاعدة، ولا احد ينكر وجوده، وارتباطاته المعقدة وعلاقاته الشائكة بأجهزة أمن الرئيس السابق التي كان يشرف عليها اقاربه، وكانت بعض اذرع التنظيم تعمل وفقا لاجندة اسرة الحكم، ليس حبا فيها بل في اطار تحقيق اهداف تخدم الطرفين وتحقيق مصالح مشتركة.
وصلت هجمات التنظيم عمق العاصمة، وسيطر على محافظات باكملها وكانت دولة عبدربه منصور هادي بكل هشاشتها وركتها قد بدأت اولى الحملات الجدية في مواجهة التنظيم عامي 2012-2014، والحنلة الاخيرة اوقفها الحوثيون عند استباحة عمران.
استخدم الحوثيون داعش بشكل غبي وهمجي كعادتهم في اغلب ممارساتهم حتى انهم كانوا يصمون المتظاهرين السلميين ضدهم من الشباب والشابات في صنعاء، وكثير منهم يساريون، بأنهم دواعش، وعمموها على كل خصم مفترض، حتى اصبحت تهمة رخيصة بلا معنى.
اعتمدت طريقة الحوثيين في الترويج لداعش المنطلق الطائفي، اذ وظفتها ابتداء ضد السلفيين والاصلاحيين بشكل شبه مطلق تمهيدا للهجوم عليهم.
ومن جهة اخرى لصرف الانظار عن ممارستهم التي التي لا تختلف عن ممارسات داعش سوى في طريقة القتل، فأولئك يذبحون وهؤلاء يقصفون المنازل بالكاتيوشا او يفجرونها فوق اسرها ان دعت الضرورة، واحيانا يستبيحون حيا باكمله ولا يبالون بإراقة دماء عشرات المدنيين لمهاجمة بضعة اشخاص قرروا اعتبارهم خصوما.. من بين اهدافهم التركيز على داعش افتراضية لصرف الانظار عن كونهم النسخة الشيعية لداعش، إذ الداعشية هي ممارسة أكثر من كونها مذهبا.
روج الحوثيون لداعش بما يكفي لاي تنظيم مسلح او خلية ارهابية -او مجموعة تنتمي للعصابة العميقة- أن يستغل ذلك الترويج الهائل للاعلان بتنفيذ بعض هجمات متاحة حتى للافراد في ( كالمساجد في صنعاء او الاغتيالات في عدن) للاعلان عن نفسه باعتباره داعش او تحميلها عليها أغلب الظن.
واكثرما يبعث على الاسف لدى الاخوة الحوثيين ان ينبروا لاثبات صدق نظريتهم بوجود داعش على الواقع تبعا لكل هجوم ارهابي قذر في عدن والتشفي بذلك فيما عورتهم مكشوفة عن آخرها في صنعاء الجريحة التي بات سكانها لا يامنون على انفسهم في المساجد، فيما العصابة الارهابية التي كانت تسوق ضمن مبرراتها لاستباحة العاصمة ثم الانقضاض على السلطة، بفشلها في الحد من الاغتيالات وعدم ملاحقة وكشف منفذي الاغتيالات خصوصا شرف الدين وجدبان، ليتضح في النهاية انهما، رحمهما الله، وغيرهما من الضحايا، وغيرها من القضايا التي تاجرت بها الجماعة لم يكونوا سوى وسيلة لتبرير الغاية الحقيقية وهي الانقضاض على السلطة، اما دماء الناس من امثال اولئك فقد سالت في ظل تسلطهم وارهابهم وبسببهم غالبا بالالاف، والثابت الوحيد لديهم هو استمرارهم في توظيف تلك الدماء لصالح اجنداتهم ومشاريعهم الطامحة في الحكم والحكم وحده، حتى لو حكموا شعبا يسكن المقابر.
قد بوجد فرع لداعش في اليمن وهذا وارد في الوقت الحالي خصوصا انه اصبح متاحا امام اي تنظيم ان يغير اسمه كذلك او ينشأ بذات الاسم الذي روج له الحوثيون "الحذق" في الممارسات الطائفية، لكن ما هو واقع اكثر ان نسخة اخرى من داعش هي التي باتت تحكم وتتحكم في اليمن او اجزاء منها رسميا اعتبارا من سبتمبر 2014.

التعليقات