شهادة عادل الحسني
الاربعاء, 19 ديسمبر, 2018 - 11:49 مساءً

مخيف ما كشفه عادل الحسني في لقاءه مع الجزيرة عن ممارسات دولة الإمارات في عدن.
 
الحسني كشف جملة من الانتهاكات التي ارتكبتها الامارات وكيف تدير المشهد في عدن وتتخلص من العاملين معها.
 
من أبرز ما تم كشفه طلب الإمارات منه تصفية أحمد صالح العيسي نائب مدير مكتب الرئيس هادي، اضافة لحديثه أن السعودية أطلعتهم على تقرير سري بما تفعله الامارات في عدن وأنها تسعى للسيطرة على الموانئ وملاحقة حزب الإصلاح وغيرهم.
 
كشف ايضا وجود مرتزقة أجانب يشرفون على السجون ويحرسون الضباط الإماراتيين، وأعمال أخرى مليئة بالبشاعة والوحشية والفظاعة التي لم يكن أحد يتوقع أن تحصل داخل اليمن، أو يتعرض لها يمنيون.
 
مؤلم أن يحصل هذا من دولة جاءت رافعة شعار أنها تساعد اليمنيين، وتعمل على انقاذهم من انقلاب، وإذا بها تمارس ما هو أبشع من ذلك.
 
أساليب العنف والتعذيب التي يتعرض لها المختطفين من قبل الحوثيين في الشمال هي ذاتها التي ترتكبها الامارات بحق المعتقلين والمختطفين في الجنوب، ولم يعد ثمة فارق في ما يمارسه الجانبين بحق اليمنيين اليوم.
 
كلام الحسني كشف عن الوجه الحقيقي للإمارات وتعاملها في اليمن، وينطبق مع مختلف التقارير الحقوقية والإعلامية التي تحدثت عن ما ترتكبه الامارات في عدن والجنوب.
 
ويكشف القناع عن الصورة التي ترسمها الإمارات لنفسها ودورها في اليمن، وتقدمها كملاك إنساني من خلال مسميات مختلف مثل "عام زايد" وغيره بينما تمارس في الظلام كل هذه الجرائم البشعة.
 
إن الجناية اليوم لم تعد تتعلق بما ترتكبه أبوظبي في عدن وباقي مدن الجنوب، بل تتصل أيضا بالأشخاص الذين يعملون مع الإمارات في المناطق التي تسيطر عليها داخل اليمن، وهم طابور طويل من المسؤولين الأمنيين والمدنيين الذين يعملون تحت قيادتها في مختلف المؤسسات الأمنية والمدنية.
 
كيف يعقل أن يتحول منزل مدير أمن عدن لسجن يعُذب فيه أشخاص أبرياء، ويتعرضون فيه لأبشع الجرائم والانتهاكات دون أي محاكمة، وبعيد عن أعين القانون، بينما كان من المفترض أن يكون هذا المسؤول الأمني هو حارس العدالة، والضامن لتحقيقها.
 
إن كلما قاله الحسني في الحوار يسلط الضوء على طبيعة الأحداث التي شهدتها عدن منذ تحررها، وأبرزها حالة الفوضى الأمنية، والاغتيالات التي جرى تنفيذها، والانتهاكات التي مورست بحق عدة مواطنين، وتحول عدن إلى بيئة طاردة للحكومة الشرعية، ومدينة تغلي بالنار، وتستفحل فيها المناطقية ودعوات الكراهية وغيرها من المصائب والكوارث التي تعيشها اليوم.
 
اليوم الإماراتيون هم المتحكمين بالمشهد العام داخل عدن وتفاصيله الدقيقة، بما في ذلك الموانئ والمنافذ، وكلمة الضابط الأمني الإماراتي هي العليا في كل شيء، وله كل الصلاحية في فعل ما يريد ووقت ما يريد وكيفما يريد، وهو أيضا ما كشفه الحسني وأكده.
 
شهادة الحسني وثيقة تأريخية ولا ينبغي أن تمر دون أي ردة فعل من قبل الحكومة الشرعية إذا كانت تحترم نفسها والدولة التي تمثلها والمواطنين الذين تحكمهم.
 
هذه شهادة شخص واحد، فكيف بعشرات الأشخاص الذين استخدمتهم الإمارات هناك ومارسوا أبشع الجرائم لصالحها، بل كيف بالضحايا الذين تعرضوا لكل هذه الانتهاكات منذ وطأت أقدام الإماراتيين عدن.
 

التعليقات