الإمارات كبواب لمطار الريان
الخميس, 14 فبراير, 2019 - 09:25 مساءً

تحولت مزاعم تنفيذ مشاريع ومساعدات من السعودية والإمارات في اليمن إلى أداة ابتزاز ووسيلة من وسائل فرض الأجندة لكلا الدولتين.
 
مطار الريان مغلق منذ سنوات من قبل الإمارات، ورفضت فتحه أمام السكان الذين يحتاجونه بشدة، ونظموا وقفات وندوات للمطالبة بهذا الأمر، وحولته الإمارات إلى قاعدة عسكرية لها ومعتقل كبير، ورفضت فتحه للمسؤولين اليمنيين في الحكومة الشرعية، إلا في أضيق الحدود ولدقائق معدودة خلال زياراتهم للمطار.
 
بينما فتحت أبوابه لشخصيات تدين لها بالولاء وتتصدر قائمة الموالين لها في اليمن بشكل عام وفي الجنوب بشكل خاص.
 
العام الماضي فتحت الإمارات مطار الريان لخالد بحاح الذي وصل المطار، وبشر بقرب افتتاحه، رغم أنه لم تعد له أي صفة حكومية أو رسمية.
 
ورغم الوعود التي اطلقها بحاح عن افتتاح المطار فقد ظل مغلقا حتى اليوم.
 
واليوم جرى استقدام عيدروس الزبيدي على طائرة إماراتية إلى مطار الريان، رغم أن الزبيدي يتزعم كيان سياسي وعسكري مناوئ للحكومة الشرعية التي تقول الإمارات إنها جاءت لدعمها في اليمن.
 
وضعت الإمارات نفسها كبواب للمطار، تفتحه متى ما تريد، ولمن تريد، وتغلقه في وجه من لا تريد، ويثير هذا الأمر الكثير من الأسئلة حول تحول مطار الريان لوجهة مفضلة للإمارات، ومكان تستضيف فيه الشخصيات الموالية لها.
 
فما الذي يجري في مطار الريان؟ ولماذا تسمح الإمارات فقط للقيادات النشاز الموالية لها بدخوله؟ وتمنع المسؤولين اليمنيين.
 
هل تريد الإمارات من خلال فتح المطار لعيدروس الضغط على الشرعية في قضايا معنية؟
 
أم أنها تريد أن ترد على السعودية التي صعدت وسائل اعلامها مؤخرا من لهجتها ضد الحراك الجنوبي واتهامه بالتحالف مع الحوثيين؟
 
المؤكد في كل هذا أن الإمارات تعمل ضمن مشروعها الواضح في إضعاف الشرعية وتقزيمها، وتقوية كل طرف مناوئ للشرعية.
 
ومن المعيب حقا أن تتحول حقوق اليمنيين إلى ورقة ابتزاز بيد الإمارات وغيرها مثلما يجري في مطار الريان الذي من المفترض أنه يعمل بشكل طبيعي ومفتوح أمام المواطنين في حضرموت وبقية المدن المجاورة لها.
 
اللافت أن هناك هاشتاق متصدر في تويتر من داخل السعودية بعنوان #حضرموت_روح_الجنوب ..تزامنا مع زيارة عيدروس لحضرموت بدعم إماراتي.
 
لذلك واهم من يعتقد أن الإمارات تنفذ أجندتها في اليمن بعيدا عن السعودية، أو أن هناك تعارض بين الدولتين حول ما يمارسوه داخل اليمن.
 
فالسعودية تحاول إخفاء حقيقتها والظهور بمظهر المساند لليمن والشرعية، بينما صورتها الحقيقية بأبشع ما فيها تظهر في تعاملها مع محافظة المهرة التي تتواجد فيها.
 
أما الإمارات فظهرت على حقيقتها منذ اليوم الأول لوصولها اليمن، وصورتها الحقيقية تظهر بوضوح في سلوكها داخل عدن وحضرموت.
 
وعندما تصعد الإمارات بقوة ضد الشرعية عبر أدواتها تسارع السعودية لإحتواء الموقف خدمة للإمارات في المقام الأول، أما على مستوى حماية الشرعية فلا شيء فعلته السعودية ضد جميع من صعدوا بالسلاح والإعلام في وجه الحكومة الشرعية.
 
أما قمة البجاحة لدى الدولتين فهو زعمهما أن تواجدهم في اليمن يخدم الشرعية ويدعمها ويساند اليمنيين، بينما ما يمارسوه على الأرض هو تقويض للشرعية، وتمزيق لليمن، وفرض أجندتهما الخاصة.
 
ومن المؤسف أن كلما تفعله الدولتين يغسل الكثير من الجرائم التي ارتكبها الحوثيين في مناطق سيطرتهم، بل ويمنح الحوثيين الدافع لتبرير مواجهته للتحالف، ويجعل اليمنيين في مناطق سيطرة الحوثي متقبلين للحوثيين متشائمين من التحالف جراء ما يفعلوه في المناطق الخاضعة لسيطرة التحالف.
 
وللمعلومة هنا فيوم الخامس من مارس القادم ستقام ندوة في لندن بتنظيم من مركز السياسة الخارجية في بريطانيا وسيتحدث فيها عيدروس الزبيدي بصفته رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي.
 
كما ستحدث ايضا سيمون مابون مدير معهد ريتشاردسون للسلام في جامعة لانكستر، والصحفية التي زارت اليمن إيونا كريج.
 
الندوة ستتحدث عن الصراع المنسي في اليمن: الانقسامات الطائفية والأزمة الإنسانية ومسألة الجنوب.
 
واللافت أن هذه الندوة على أهمية المحاور التي ستناقشها لن يشارك فيها أي متحدث من الأطراف اليمنية الأخرى، كالحكومة الشرعية أو الأحزاب والحركات المؤيدة لها.
 
هذه التطورات المتسارعة تفتح الكثير من الاسئلة حول السلوك الذي تسلكه السعودية والإمارات في اليمن، والعبث الذي يمارسوه، في ظل تبلد الحكومة الشرعية، وظهورها بمظهر العجز والمهانة والابتذال، وتحولها لدمية بيد الدولتين.
 

التعليقات