فاروق المفلحي

فاروق المفلحي

كاتب يمني مقيم في كندا

كل الكتابات
ولا زالت الكويت تتلفت
الثلاثاء, 19 أبريل, 2016 - 10:55 مساءً

 في اللحظات الأخيرة والأسماع تنصت إلى أخبار الملتقى في دولة الكويت في 17 من إبريل ، كانت الدهشة في رفض -أنصار الله - وحليفهم، رفضهم القدوم الى الكويت وإعلان شروط اللحظة الأخيرة .وعن شروط اللحظة الأخيرة، فالجميع يعرف أنها كانت أو أتت عن سابق تعمد وترصد.
 
اليوم الأربعاء الموافق 19 من إبريل، كان من المفترض أننا قد طوينا صفحات مؤلمة من مأساة الحروب، وربما أستشرفنا الأمال في إحلال سلام مـُستدام، يقوم على توفر فرص التعايش وقبول كل الأطراف في تسيير دفة الوطن . لكن وللأسف تحينوا الأنصار وفريق صالح، تحينوا الفرصة والزمن الحرج، وفي آخر لحظة، يعتذرون عن الحضور بحجة إستمرار الخروقات وتحليق طيران التحالف.
 
أن الجميع يعلم أن أي مفاوضات، تتخللها خروقات لوقف إطلاق النار، وكما قال الأستاذ - محمد عبد السلام البخيتي- رئيس وفد الأنصار، كما قال، هناك من يتعمد هذه الخروقات ومنهم تجار الحروب . بل ونوه إلى أن المشاورات التي تمت مع المملكة وفي - ظهران الجنوب - قد أوجدت حالة من الثقة والأمل، لكن كل ذلك اليوم ذهب أدراج الرياح!.
 
من الخاسر في هذه الحرب؟ والجواب جلي وغير عصي، -أنهم الأنصار وصالح- الذين فقدوا مساحة 85% من الأرض ودمروا المدن وقتلوا الألاف من الأبرياء في رغبة جامحة وجنونية للتفرد بالحكم والغاء الآخر. لقد خسروا الكثير وسقط الرهان وأستعدوا عليهم الشعب وثبتوا التحاقدات والغل بينهم وبين كل من الأغلبية من- ســنة- الوطن، وكذلك رسخوا لحالة من العداء والتشكك، وعمّقوا الجراح بين صنعاء وكل تعز وإب والحديدة والبيضاء ومأرب، بل وفقدوا الثقة -وإلى الأبد- بينهم وبين -الجنوبيين- الذين خرجوا وأحتشدوا بالأمس بالملايين لرفضهم الوصايات، وأن الوقت قد أزف لفك الإرتباط - بالمركز المقدس- .
 
من يدّعي من مـُتحدثي الإنصار، بأنه لا يمكن بناء ثقة، والشروع في تدشين محادثات، والطائرات تحلق في سماء مدينة صنعاء وجبهة نهم ، من يقول هذا، فهو يـنثر الرماد على العيون، فالجميع يعلمون أن أي محادثات لا يمكن أن تكون بعيدة عن هذه الخروقات التكتيكية في الجبهات، وأن كل طرف يخوض الحرب فهو يتحدث ويتحاور ويناور وذلك ليحسن من أوراقه التفاوضية من خلال تحقيق بعض المكتسبات التكتيكية والعسكرية على الأرض.
 
لكن المأساة، أن الساسة يختلفون، والكارثة تصيب وتسحق وتروع الإنسان البريء، وتشظي الأوطان وتفتك بالأمن والسلام . فات جميع المتحاربين والمتنمرين أن يدركوا إن الأنتصار والمُنجز الحقيقي هو صنع السلام، وهو سلام يـُجير ثقةً وعرفاناَ للطرف الذي تنازل طوعاً وخشية على الإنسان، ولو كلفه ذلك بعض سمعته بل وحتى لو وصم بالإذعان، فإذعانه جاء خوفاً على الوطن والمواطن. أن الشعب هنا يقدر أن مثل هذه التنازلات ليست ضعفاً بل تمثل القوة والوعي والحصافة ، التي يـُثمنها المواطن، وهي الأبقى والأرسخ، وهي الحسنات التي تمحي الذنوب ولو كانت كزبد البحر، وما سواه هو أكاليل النصر الشوكية.
تذكروا أيها المتحاربون والخصوم، أن الوطن ليس ملككم بل أنتم ملك الوطن
 

التعليقات