خبر اختطاف الاستاذ /خالد الرويشان ليس بمستبعد، ولكنه قرار أحمق ولا يدل على بصيرة.. فلو كان لديهم بصيرة كانوا تركوا الرجل يقول رأيه ليجمل بعض قبحهم..!
مواقف الرجل المفكر المثقف الأديب الوزير الجمهوري الصلب الشجاع هي ناصعة، وقد وصل مضمونها لملايين اليمنيين؛ وما هذا الاختطاف إلا ليدل على قرب رحيل الحوثة وإنهاء انقلابهم، فهو يوحي بمدى الضجر والإفلاس الذي وصلوا إليه، ويوحي كذلك بأن بعض العقلاء فيهم قد تلاشوا ولم يعد من عاقل، فمن يتحكمون يتصرفون بكل شيء بدون تعقل أو تبصر، لقد اصيبوا بمرض خطير اسمه عمى القلوب، "فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور" صدق الله العظيم..
اعلم أن الكثيرين سيتحدثون عن معالي الوزير، وهو اصلا غني عن التعريف وعن الحديث فمواقفه شاخصة مبصرة..!؛ ولكني سأتوجه بالحديث بالمخالفة لمن كتبوا أو سيكتبون وأوجه حديثي في مقالي هذا إلى سعادة المبعوث الأممي السيد/مارتن غريفيث صاحب نظرية عام 2020 هو عام السلام الشامل في اليمن، وهو صاحب المبادرات للحل الشامل والذي ما انفك يطمئن المجتمع الدولي بأن الأطراف قد باتت مقتنعة بالحلول السياسية وطالب، كما طالب الأمين العام بالوقف التام للقتال من أجل التفرغ لمكافحة جائحة كورونا فاستجابت الشرعية والتحالف وخرقها الحوثة، واخر خرقهم للهدنة قرار إعدام صحفيين، واحتجاز موظفي الأمم المتحدة بصنعاء بحجة الحجر الصحي للاشتباه بإصابتهم بكورونا وقبلهم قاموا بقنص محمد عبد الرب شرف الصليحي عضو الارتباط في المراقبة عن الجانب الحكومي حتى استشهد، والمسألة وكأنها عادية عند المبعوث الأممي، واكتفى ببرقية عزاء..!
فأقول للمبعوث ربما من زيارات المكوكية المتعددة للعاصمة صنعاء واحتكاكك بالحوثة ومجتمعهم وبأهل صنعاء الكرام قد أسهم باكتسابك معرفة ببعض العادات والأعراف الأصيلة في الريف اليمني، وربما نسيت إلى حين القانون الدولي والانساني ومضامين القرارات الدولية، ولذلك أقول لك بحق القبيلة اليمنية _هو مصطلح يمني مشهور للتدخل عند اللزوم_، والأستاذ خالد هو من قبيلة اصيلة هي قبيلة خولان المعروفة للدان والقاص، وهي مدخل العاصمة صنعاء، فقد تتحد القبيلة مع الجيش وتستعاد صنعاء من غاصبيها بفضل هذا الاختطاف..! فمن يدري؟!؛ لأن هذه القبيلة لن تترك عملاق اليمن مختطفا عند الحوثة، ولذلك أرغب أن تسجل الموقف انت يامستر مارتن وتبادر بإطلاقه سريعا، فأقول لك.. بحق القبيلة.. أسرع وأطلقه من مختطفيه؛ حيث إن لم تبادر؛ فانت مشترك في الخطف أو على الأقل راضي عنه ، فانت المسؤول الأول والأخير عن اختطافه، فانت وحدك من جمّل ودافع عن الانقلابين وحافظ على استمرارهم وبقائهم، وباختطاف الاستاذ الرويشان وضعوك اصحابك في الاختبار، فإما أن تنجح وتسعى لإطلاقه وبذلك تكون قد ابديت انت وهم حسن النية ووضعتم لبنة في بناء جسر الثقة؛ أو أنك ستفشل وفشلك يعود إليك انت بسبب ضعفك وانتهازيتك، أو لهم لأنهم يكذبون عليك ويتطلب منك في هذا الحال مواقف واضح وصريح ضدهم ويفضي إلى اقتراح للمجتمع الدولي بأن يتعامل معهم بالطريقة التي يعرفونها.. أقول لقد وقعت ياشاطر من تضليلك وتخديرك لليمنيين والعالم من أن الأطراف قد وصلت للقناعة بالسلام..!؛ فهل من السلام أن يخطف المتكلم الوحيد ربما في صنعاء اليتيمة؟ كما سماها الاستاذ خالد الرويشان والتي أصبحت خرساء لا تتكلم بعد اختطاف صوتها المميز، فمن سيقول الحقيقة منها بعد اختطافه،؟!؛ وهل من السلام أن الناس متحسبة للفيروس كورونا وهم يهيجون..؟!؛ فيقصفون ويقتلون تجمعات المدنيين، وهل من السلام أن لا تدافع عن الشهيد الصليحي مسؤول الارتباط؟ والذي قتل وهو محصن بحصانتك فأدنت العملية ولم تدين فاعليها ولم تسميهم..!
اختطاف الاستاذ الرويشان يضعك ومسؤوليتك في المحك واطلاقه لا يقبل التأجيل أو المساومة أو المراوغة، فهل انت اهلا لهذا الاختبار؟! الأيام القادمة ستوضح ذلك، وستوضح مقدار حبهم لك مثلما احببتهم وفضلتهم على مهمتك الأساسية في تنفيذ قرارات الشرعية الدولية..!