شرعية الرئيس هادي انتهت في عدن ، وأي محاولة فصل بين هادي وبين حكومته أو قواته المواليه له أعده ضحكًا وتضليلًا لن يفلح في إعادة اللحمة بين الانتقالي والشرعية.
حسناً ، الانتقالي ابلغ التحالف - واعني هنا السعودية تحديدًا - بإنه ما زال جزءاً من قوات التحالف المحاربة للحوثيين واعوانهم الإيرانيين.
كماوبموازاة ذلك أكد ولمرات متتالية برفضه لأي دور للسلطة الشرعية ، مستثنيًا من ذلك أن تكون عودة الحكومة أو بقائها لصرف مرتبات ونفقات المؤسسات والخدمات ، بمعنى أخر تكون محللة لسلطة الأمر الواقع.
واياً يكن الأمر ، فما من عودة للسلطة الشرعية إلى عدن ، على الأقل في ظل هذه الوضعية المتأزمة للغاية ، فكل المؤشرات لا تشير الى تقارب سياسي بين الطرفين المتنازعين على السلطة بعدن ، باعتبارها بوصلة اتجاه وقاطرة لقيادة محافظات الجنوب واليمن عمومًا.
وعلى ما يبدو لا توجد ضغوطات حقيقية للسعودية لإعادة الشرعية إلى عدن ، فهذه الأخيرة لا تتحلى بجرأة الامارات الداعمة بقوة للانتقالي وتشكيلاته العسكرية والأمنية ، وان كان هذا الدعم مستترًا بمحاربة الإرهاب أو موجهًا في الأساس لمكون سياسي مهم ومؤثر في السلطة الشرعية ، وفي سياق حرب إقليمية وتمتد من تونس إلى ليبيا والسودان ومصر واليمن وتركيا.
وعلى فرضية أن السعودية أفلحت بحل وسط يرضي الطرفين الشرعية والانتقالي ، فإن هذا الحل ليس إلا تأجيلًا أو قولوا ترحيلًا للأزمة الناتجة عن تصادم فكرتين وخطابين وغايتين.
فدونما حل سياسي جذري لكل تلك الاسباب التي أفضت بنا إلى أزمات متواصلة ، وإلى إحتراب ومآسي إنسانية ؛ فإن عودة كهذه لا تعني غير عودة الازمات والمشكلات والمواجهات ، كما وتعني إعادة الجميع إلى نقطة الصفر.
*نقلا عن صفحة الكاتب في فيسبوك.