الكادر الطبي بعدن.. بين مطرقة الاهمال وسندان الواجب
الثلاثاء, 05 مايو, 2020 - 10:44 مساءً

لا يخفى على الكثير منا ماتداولته مواقع التواصل الاجتماعي من حملة شرسة ضد الاطباء والكادر الطبي، وذلك بعد تسجيل العديد من الاصابات بفيروس كورونا المستجد بعدد من محافظات والكثير منها بالعاصمة المؤقته عدن.
 
وفي ظل غياب الدولة والصراع الساسي  القائم بين المجلس الانتقالي والحكومة الشرعية والتي لازالت مغيبة عن واقع المواطن اليمني، وهذا الذي انعكس بوضوح على الاجراءات التي تم اتخاذها ومن ثم التراجع عنها: كإعلان حظر التجوال الالزامي ومن ثما التراجع عنه،  وكذلك حالة الارتباك الي تشهدها عدن في مواجهة كارثة محدقة على الابواب اضطرت العديد من مستشفيات القطاع الصحي والمراكز والمستوصفات الخاصة والحكومية الى اغلاق الطوارئ وايقاف العيادات.
 
ومما زاد الامر سوءا أن أول الاصابات كانت من بين صفوف الاطباء والاختصاصين، وهذا أظهر على الواقع إن وزارة الصحة  ومكتب الصحة بعدن لم يتاخذا أي الية عمل ولا خطة طوارى طوال الفترة الماضية، والتي شاهدنا فيها انتشار سريع للجائحة لدول الجوار، وتم فيها اغلاق جميع منافذ عدن (والذي اتضح لاحقا بانه لم يكن اغلاق تام ) واكتفت وزارة صحة باعلان اللجنة الوطنية العليا لمكافحة فيروس كورونا عن عدد الاصابات واعلان تخصيص مركز الامل مركزا لعزل للحالات المؤكدة.
 
في حين  ظل الاطباء المصابين يتلقون العلاج بالمستشفيات الخاصة، وتم التكتم عن نتائج العينات الي تم سحبها منهم ولم يتم حتى اشعارهم بنتائج الفحص،  وبالمقابل لازالت الحالات بتزايد مستمر مما اثار الرعب لدى المواطنين بعدن وحالة الانهيار التي يشهدها القطاع الصحي لم تكن وليد اللحظة وطوال سنوات الحرب الطويلة تم تدمير البنية التحتية للمنشاءات الصحية مما انعكس سلبا على الخدمات الصحية، ويدفع الكادر الطبي ثمن كل هذه المعاناة في ظل غياب الدولة وتدني مستوى المعيشة وغياب التاهيل الاكاديمي والتدريب المهني.
 
وكل هذا الاهمال أدى إلى مغادرة الكثير من الكوادر الطبية الوطنية للخارج بحثا عن فرص للعمل والتاهيل بينما لازالت الكوادر الطبية المتواجدة باليمن تحاول جهدها لاداء واجبها الانساني والوطني بالرغم من كل التداعيات المخيفة لتردي النظام الصحي والخدمي.
 
ووجب علينا مساندة هذه الكوادر واعطاءها الاهتمام والدعم والسعي لرفع مستوى الخدمات الصحية بالرغم من كل التحديات والتوقف عن التخوين والتقليل من كوادرنا الطبية التي هي جيشنا الابيض في مكافحة هذا الوباء وأن نمحنهم كل الاحترام والتقدير والرعاية والحماية ولا ترتقي الامة الا بكوادرها وابناءها المخلصين.
 

التعليقات