منذ أسابيع تخلت الصحافة السعودية عن رؤية محمد بن سلمان 2030، وخطته الاقتصادية لدخول المملكة إلى عصر ما بعد النفط، وتجاهلت وسائل الإعلام الإماراتية الفضيحة التي تعرضت لها أبوظبي عقب ضياع المليارات من أموال بنوكها وما فعله بها رجل الأعمال الهندي بي آر شيتي، لتتحالفا ضد الناشطة اليمنية والحائزة جائزة نوبل للسلام توكل كرمان.
 
حملات تحريضية على مختلف الوسائل، وجنون واستنفار، واتهامات وشتائم، وسفاهة لا حدود لها، منذ لحظة اختيار المرأة عضواً في "مجلس الإشراف العالمي على محتوى فيسبوك وإنستغرام".
 
في لحظة فارقة من التاريخ استفاق الذباب الإلكتروني ليكتشف أن دور المرأة أخطر من كورونا نفسه، فهي الإخونجية والإرهابية والعميلة لتركيا وقطر وهي الخائنة لبلدها من وجهة نظر صحافتهم الصفراء، فيما يفتح لها العالم أبوابه كرمز عالمي للسلام ويرد عليهم باستهزاء ما أغباكم وما أوقحكم. هم لا يدركون فعلاً أنهم يقدمون لها خدمة جلية، يحافظون على حضورها وذلك شيء يحسب لهم، كما يحسب لها إعراضها عن كل أحاديثهم وتركهم يكتوون بحقدهم الدفين عليها
 
ما الذي تركتموه من شرف الخصومة عندما تشهرون كل هذه الحملات في وجه امرأة لمجرد أنها وقفت ضد مشاريعكم العبثية في بلدها الذي تسرحون وتمرحون فيه منذ أكثر من خمس سنوات!
 
يعتقدون أنهم ينجزون نصراً من خلال هذا التحشيد والهجوم على المرأة، ولكن الواقع يقول إنهم أصغر من كل شيء، فمن يعتقل ناشطة لمجرد تغريدة على تويتر أو رجل لمجرد رأي من الطبيعي أن يضيق ذرعا بنجاحات امرأة بحجم توكل كرمان وهي تحلق من محفل عالمي إلى آخر.
 
يقع الذباب على كل شيء وقد لا يستمر طويلاً، أما الصحافة السعودية الإماراتية فقد فعلت كل شيء ضد قطر منذ إعلانها مقاطعة الدوحة، والحال نفسه أسقطته على كل نجاح حققته تركيا، ثم أطلقت العنان لاستهداف أفراد بعينهم وتوكل كرمان ليست أولهم، وإن كان صوتها أكثر ما يزعجهم ويكشفهم على حقيقتهم أمام العالم.
 
قال أحدهم وهو يتابع الحملات ضد اليمنية توكل كرمان، يجبرونك على الدفاع عن المرأة وإن كان خطابها أحياناً لا يروق لك، هم لا يدركون فعلاً أنهم يقدمون لها خدمة جلية، يحافظون على حضورها وذلك شيء يحسب لهم، كما يحسب لها إعراضها عن كل أحاديثهم وتركهم يكتوون بحقدهم الدفين عليها.
 
أولى بتلك الوسائل أن تنشر رسائل توعية عن كيفية مكافحة كورونا بدل الانشغال بتوكل كرمان التي تصنع النجاح وتمرغ أنوف خصومها في التراب.