ما بدأ يدرك اليوم من اهداف الحرب التي تدور في اليمن وبعد مضي ست سنوات على اعلانها من قبل الطرف الذي بدأها واعلنها على الشعب اليمني وانقلب على مؤسسات الدولة الشرعية وخرج على الاجماع الوطني وهم جماعة الحوثي لم يكن مدركا في الايام الأولى لإعلانها واظن انه قد بدأت اليوم تتكشف لنا حقائق وتظهر لنا خفايا وبدأ ينحسر الجليد عن الوجه القبيح لهذه الحرب الملعونة واهدافها القذرة.
هذه الحرب التي توسعت وطالت وتشعبت وكلما قلنا ستتوقف تلك الحرب وتنتهي معاناة اليمنيين ويعود الضال لرشده ويفي الباغي عن بغيه الا وزادت القضية تعقيدا وزاد الخرق اتساعا لقد توالد عن الانقلاب انقلاب آخر وعن التمرد تمردات اخرى شمالا وغربا وجنوبا ، برا وبحرا.
لقد كنا نظن أن دوافع التمرد على الدولة والنظام والقانون هي المظلوميات التي كانت ترتفع بها اصوات الحوثيين قبل انقلابهم على الشرعية وكانت تدعى "مظلومية صعدة " وكانت جماعة الحوثي هي من تتبناها ، وكانت ترفع الصوت بها وكان الجنوبيون كذلك يرفعون الصوت بمظلوميتهم وكان يتبناها ويرفع الصوت بها في حينها "الحراك الجنوبي" وفي حينها كسبت المظلوميتان نوعا من التعاطف الشعبي وربما الرسمي ولاقت اهتماما كبيرا من السياسيين والاعلاميين والمثقفين وادرجت ضمن قضايا الحوار الوطني ووضعت لها الحلول والمعالجات وبعد ان تم التوقيع على مخرجات الحوار الوطني ارتكبوا جريمة الانقلاب وسيطروا على مؤسسات الدولة بقوة السلاح في صنعاء ثم تبعه انقلاب عدن وسيطرته على مؤسسات الدولة بقوة السلاح.
ونسوا كل تلك المظلوميات ولم يعودوا يذكرونها او يرفعون من اجلها صوتا أو يتذرعون بها... لا في شمال الشمال ولا في الجنوب.
بعد ذلك بدأت تظهر لليمنيين حقيقة ومقاصد الانقلاب وماتسبب به من الحرب واشاعة الفوضى على مستوى الوطن وما كان الانقلاب والتمرد بنسخه في صنعاء وعدن ومن لف لفهما الا ادوات تحركها اياد خارجية خبيثة ، وينفذون مخططا خارجيا يستهدف اليمن ارضا وانسانا ويمكن ان نحصي بعض هذه الاستهدافات ونفصل فيها ما نستطيع.
اولا : استهداف الانسان اليمني لما عرف عنه من صفات عقلية وشعورية وحماسة ونشاط ، وقدرته على الحركة ونقاء فطرته ، ورقة قلبه ، وحبه وتمسكه بقيم دينه.
ورغبة ممن يحرك هذه الأدوات الإنقلابية في انهاك اليمنيين واشاعة الفوضى والقضاء دولتهم ليعيش اليمني بلا دولة ترعاه وترعى مصالحه وتحقق له متطلباته اللازمة لحياته وسعادته.
وهو مالم تحققه سيطرة المليشيات على البلاد.
استهدافه في عقله وتجهيله وذلك بضرب التعليم بمؤسساته المختلفة وتدميرها واصابتها بالشلل التام -مدارسا وجامعات وكادرا ومنهجا- وافقاد المؤسسات التعليمية القدرة على العطاء ومنع كل محفزات العطاء للكادر العامل في المؤسسات التعليمية لينشأ جيل يجهل دينه وتأريخه وواقعه.
استهدافه بقوته ولقمة عيشه وذلك بمنع صرف مرتبات الموظفين في الجهاز المدني والعسكري والامني منذ خمس سنوات وهو ما تفعله مليشيات الحوثي في مناطق سيطرتها.
وبغلاء المعيشة والارتفاعات التي لا تتوقف عند حد لاسعار المواد الغذائية وغيرها وتدهور قيمة الريال حتى صار الهم الوحيد لليمني وشغله الشاغل كيف يحصل على لقمة العيش له ولأولاده وهذا هو ما يتم فعلا.
استهدافه في أمنه واستقراره وسلامة حياته لقد اصبح اليمني يعيش خائفا غير مطمئن على حياته وحياة اولاده وحقه بسبب الحروب والفوضى وغياب الدولة بمؤسساتها الأمنية والقضائية وفقدان العدالة.
ثانيا : استهداف البيئة الاجتماعية اليمنية باعتبارها ما تزال بيئة محافظة نسبيا على موروثاتها الاخلاقية والقيمية وملتزمة بمنهج الاسلام وتذعن له وتسلم لاحكامه وأوامره ونواهيه ولم يصب المجتمع اليمني ما اصاب مجتمعات الإسلامية والعربية الاخرى من التفسخ ولم يسلخ عن دينه كما سلخت تلك المجتمعات.
لذلك أتت المليشيات المنفلتة عن الدين والقيم والأخلاق فعملت على تمزيق نسيجه الاجتماعي وبدأت تؤسس لتمزيق المجتمع على اساس طائفي ومذهبي وعنصري وجهوي ومناطقي ولم تتعامل مع المجتمع من منطلق الدين والأخلاق والقيم التي يتعامل بها المجتمع اليمني.
ثالثا : استهدف اليمن ارضا وموقعا وذلك ان بعض الاطراف الانقلابية بدأت تعلن عن رغبتها بتقسيم أرض اليمن على اساس جهوي ومذهبي ظانة ان الشعب سيقبل بذلك بعد ان تنهكه الحرب وتقضي على مقومات حياته وهذا مالا يمكن أن يقبله الشعب اليمني مهما كانت معاناته.
وهناك من يريد ان يستخدم موقع اليمن في جنوب الجزيرة العربية والمطل علي البحرين الاحمر والعربي وخليج عدن ويستخدمه لتحقيق اطماعه التوسعية ويستغل سواحله وجزره وخيراته وثرواته ، أو يستخدمه كمنصة لإطلاق احقاده واذائه على دول الجزيرة المجاورة او للاضرار بالاراضي المقدسة او يهدد الملاحة الدولية ، أو تكون اليمن منطلقا لأفكاره المتطرفة والغريبة عن بيئة الجزيرة العربية ومجتمعاتها.
رابعا : وفي الصلب من هذه الإستهدافات هو استهداف حزب الاصلاح كمكون سياسي حضاري تفاعلي وتشاركي وكامتداد لحركت الإصلاح اليمنية .
وهو استهداف وجودي لحزب الاصلاح اتفقت عليه كل الاطراف المتمردة والإنقلابية داخل اليمن وداعميهم من خارجها وكل طرف من هذه الاطراف يستهدف الاصلاح امنيا بالاختطافات والاغتيالات والتشريد لعناصره وقياداته واعلاميا بالقيام بحملات التضليل والكذب والافتراء والتشويه عبر مختلف الوسائل الاعلامية وبصورة مستمرة واستهداف ومصادرة ممتلكاته ومقراته والمؤسسات التعليمية والخيرية التي يديرها بعض اعضائه ونهبها.
لأنه الحزب المؤهل لحمل المشروع اليمني الجمهوري والوحدوي ، والقادر على تحقيق طموحات اليمنيين بالحرية والكرامة والعيش الكريم ، وهو الحزب الذي مازال بكل اعضائه يدعم الشرعية ويعمل معها ومن خلالها بكل صدق لتحرير اليمن من سيطرة المليشيات الانقلابية ، وقدم من أجل ذلك التضحيات الكبيرة والغالية ولايزال على هذا الخط حتى تعود السلطة الشرعية وتبسط سلطتها على كل محافظات اليمن وبناء اليمن الاتحادي الجديد ويعود لليمن
ويعود لليمن هويته الواحدة ونظامه الجمهوري.
ولأنه الحزب الذي واجه الانقلاب والتمرد بكل صوره تحت قيادة السلطة الشرعية بصلابة وبكل حرص وصرامة.
ولأنه الحزب الذي مايزال كتلة واحدة دون تشرذم او تمزق ودون تغيير الولاء لاعلى مستوى القيادة ولا على مستوى القواعد ، ولم ثؤثر السهام التي وجهت له من المتمردين في صنعاء أو في عدن او غيرهما في تركيبة الحزب البنيوية وتماسكه وترابط اعضائه.
ولأنه الحزب القادر على ان يستفيد من البيئة الاجتماعية المحافظة للمجتمع ويوظف الانسان اليمني توظيفا بناء ومفيدا.