تعقيدات تغيير الهوية
الجمعة, 13 سبتمبر, 2024 - 02:23 مساءً

الوضع المتأزم شديد التعقيد في وطننا اليمني _إذا جاز لنا أن نسميه_ هو الذي نتج عن انحرافات في الولاء الوطني ، وتأسيس هويات شتى بعد تأريخ 2014/9/21م.
 
هذه الهويات المغايرة والمناقضة للهوية الوطنية اليمنية الجامعة، ولا يخفى على أحد أن جغرافيا اليمن تتوزعها هويات مختلفة ، إما عنصرية سلالية ، وهي التي إستولت بالقوة والعنف على اغلب محافظات الشمال اليمني ، وهذه هي اساس الداء والبلاء على الشعب والجغرافيا ، وإما جهوية مناطقية  وهي التي تدعي احقيتها بحكم المحافظات الجنوبية الشرقية ، وهناك هويات اخرى مصادمة ايضا للهوية الوطنية الجامعة ، لكنها أقل تأثيرا من سابقتيها ، وهناك من هو متمسك بالهوية الوطنية الجامعة لكل اليمنيين في كل الجغرافيا اليمنية ومتشبث بها وتمثل هذه الهوية السلطة الشرعية والدستورية في البلاد ، وتضم كثير من القوى السياسية والاجتماعية ، ابرزها حزب الإصلاح ، وقيادات وازنة من حزب المؤتمر الشعبي العام واعضاءه المحبين لوطنهم وشعبهم ، وبعض الاحزاب السياسية اليسارية الوطنية.
 
هذه الهويات المصادمة للهوية الوطنية والمناقضة لها، وفي ظل سقوط الدولة وانتهاء مؤسساتها الدستورية ، بسبب جريمة انقلاب جماعة الحوثي على الشرعية الدستورية في 2014/9/21م ، قامت هذه الهويات بتأسيس تشكيلات عسكرية تابعة لها ولاء وإدارة ، وتم تسليحها وتمويلها من جهات خارجية معروفة لا تحمل نية طيبة تجاه الشعب اليمني.
 
أدى هذا التعدد في الهويات المناقضة والمصادمة للهوية الوطنية ، مع تشكيلاتها المسلحة إلى مواجهة حتمية مع كل القوى المتمسكة بالهوية الوطنية الجامعة ، والتي تمثلها السلطة الشرعية وكل القوى المتحالفة معها.
 
وكانت هذه المواجهة فعليا وواقعيا بين المتمسكين بالهوية الوطنية ،  واصحابة الهوية السلالية والعنصرية والتي تمثلها جماعة الحوثي العنصرية المدعومة من إيران ، وقد امتدت هذه المواجهة إلى ميادين شتى عسكرية واقتصادية واعلامية وغيرها ، باعتبار الهوية العنصرية التي يمثلها الحوثي هي أم الخطايا وأم المصائب التي حلت على الشعب اليمني في العصر الحديث.
 
كل هذه الهويات العنصرية وغيرها شكلت خطورة على استقرار الوضع في الوطن اليمني ، وعلى أمن الشعب ونسيجه الاجتماعي ، وترابطه القبلي والأسري.
 
ودائما وابدا ما يكون الإضرار والخطورة على الأوطان في الجغرافيا تقسيما وتجزئة ، وفي الشعوب تشريدا وفقرا وفقدانا لأبسط الحقوق ، إلاٌ من تكتلات وجماعات غيرت ولاءها ، وبالتالي غيرت هويتها عن الهوية الجامعة ، فتصادمت مع والهوية الجامعة واصابت الجغرافيا والنسيج الاجتماعي في مقتل واشكال تأريخي.
 
ونحن في اليمن والحمدلله لن نصل إلى الحالة المأساوية شديدة التعقيد التي ذكرناها ، مادام وهناك قوى وشخصيات مخلصة همها الوحيد سلامة واستقرار الجهورية اليمنية أرضا وإنسانا.
ويبقى في هذا الخضم المتلاطم و الصعب الثابت الوحيد الذي لم يغير هويته ولم يبدل ، سواء على مستوى الحزب أو على مستوى افرادا في الحزب، هو حزب الإصلاح، هي كما كانت هويته يمنية عربية اسلامية ، وكذلك القوى والشخصيات الاخري التي تتشارك معه نفس الهدف والمصير.
 

التعليقات