الاصلاح ليس جزء من المشكلة.....وليس كل الحل
الإثنين, 12 سبتمبر, 2022 - 07:01 مساءً

الإصلاح يعلن أكثر من مرة ، وفي أكثر من مناسبة ، وبلسان الحال والمقال ، أنه لن يكون بمفرده قادرا على حماية الثوابت الوطنية ، واستعادة الدولة اليمنية ومؤسساتها ، إلا مع شركائه ، الأوفياء مع وطنهم وشعبهم ، ومع تأريخهم وتراثهم الفكري والحضاري ، ونضال الأحرار الأوائل ، الذين وضعوا مداميك النظام الجمهوري ، وسكبوا دماءهم الزكية في سبيل ذلك .
 
واليوم وفي هذا الظرف الحالك السواد من تاريخ شعبنا ، تعتبر الشراكة الصادقة حاجة ملحة ، وضرورة وطنية ، لتحفظ لشعبنا تماسكه وترابطه الاجتماعي ، وحتى لا ينزلق الى الهاوية التي لا رجعة  بعدها لا قدر الله ، وتحفظ مكتسباته المادية والمعنوية ، بعد أن وجهت اليه السهام  الحاقدة والضربات القاتلة ، التي تستهدف نسيجة الاجتماعي ووحدته الوطنية ، ووحدة ترابه ، وموروثه الفكري والحضاري.
 
لقد قبل الإصلاح بكل الحلول التي طرحت ، منذ بداية الصراع القائم في البلاد ، من أجل وحدة الصف الشرعي ، ورصه وتكتيله في مواجهة الانقلاب الحوثي ، وحتى لا يبقى الصف الشرعي ضعيفا بشركاء متشاكسون في هذه المواجهة الحاسمة من تأريخ شعبنا ، وسلم بتلك الحلول وقبل بها قبل غيره ، رغم أنها لم تنصفه الإنصاف الذي يليق به ، ولم تعطه حقه الذي هو له ، وتنازل عن حقوق هي له بحسب ثقله وتضحياته.
 
ليتيقن الجميع أن الإصلاح ليس جزء من المشكلة اليمنية ، وليس هو كل الحل لها ، إنما المشكلة الحقيقية هو في المشروع الطائفي السلالي المدعوم من ايران ، والمشروع التفتيتي المدعوم من جهة إقليمية ، والحل هو أن تتماسك  كل القوى المؤيدة للشرعية والجمهورية والوحدة تحت قيادة السلطة الشرعية القائمة.
 
والإصلاح كما أظن وبحسب معرفتي ومتابعتي أنه مع أي حل يضمن ويحفظ لليمن جمهوريته ووحدته ، وسيادته واستقلاله ، ويحفظ لليمنيين جميعا كرامتهم وحريتهم وحقوقهم ، وسيقدم من أجل ذلك التنازلات ، كما قدم من أجل ذلك التضحيات الكبيرة على مدى ثمان سنوات مضت ، وتحمل كل الأذى من اصحاب المشاريع الطائفية العنصرية ، والجهوية المناطقية ،  وممن يحسب أنهم شركاؤه في الداخل والإقليم ، في مواجهة التمدد الايراني ، وتحمل كل ذلك العنت بكل مسؤولية ، ولأنه يعتبر أن مشكلة اليمن الأم هي الانقلاب الحوثي على الشرعية ، والتدخل الايراني الفج في الشأن اليمني ، الذي يستهدف تأريخه وموروثه الثقافي والحضاري والفكري.
 
ولكن البعض في الداخل والإقليم حريص كل الحرص على حرف مسار الصراع ، وتغيير اتجاه المعركة ، ويسعى جاهدا لصناعة الإشكالات وافتعال الصراعات هنا وهناك لتغيير اتجاه المعركة ، وسُلّم اولويات الصراع.
 
إننا نعلم أن البعض ، وهم قليل من الشركاء عنده مشكلة مزمنة مع الإصلاح منذ قبل الصراع القائم ، وليس لديه الإرادة ليتخلص من هذا الاشكال المُتَوهم ، والبعض من هذا القليل يوظف توظيفا اعلاميا وسياسيا للإساءة لشركائه ، مقابل قليلا من المال ، وكان الأصل فيه أن يتناسا ذلك ، في وجود المهددات الخطيرة والحادثة للوجود اليمني ارضا وانسانا ، وتأريخا وفكرا ، وموروثا ثقافيا وحضاريا ، وان لا يظل يجتر تلك الحالة النفسية التي كان ينبغي أن تمحوها المتغيرات ، التي استجدت على الساحة اليمنية منذ بدء فترة الصراع الحالية وأن يتناساها تماما ، ويغير من أولويات المواجهة عنده ليكون فاعلا متافاعلا ، آخذا موقعه في خندق المواجهة ضد من يريد القضا على النظام الجمهوري ، والوحدة الوطنية والوحدة اليمنية.
 
إن هناك أطرافا داخلية مدعومة من أطراف اقليمية ، تَتَوَهُم الإصلاح مشكلة معيقة، والإصلاح بدوره يوضح وبكل الوسائل القولية والعملية، وعبر مواقفه الدائمة وبلسان الحاله ومقاله : لست انا المشكلة ولن أكون كذلك ، وفوق ذلك ها أنا اترك أبواب الحوار والتواصل مشرعة ، مع الشركاء في الداخل والخارج، ويغض الطرف عن كل الاستهدافات الأمنية والإعلامية ، التي تطاله ، رغبة في لَمً الشمل ، حتى لا تحول بوصلة المعركة عن الانقلاب الحوثي ، وقطع اليد الايرانية المتدخلة في الشأن اليمني ، والعابثة بأمنه واستقراره.
*من صفحة الكاتب على فيسبوك

التعليقات