عبدالوهاب العمراني

عبدالوهاب العمراني

كاتب يمني سفير في وزارة الخارجية اليمنية

كل الكتابات
شرعية تشرعن حرب التحالف في اليمن
الاربعاء, 23 سبتمبر, 2020 - 10:11 مساءً

السؤال المحير لكل غيور وملايين اليمنيين .. لماذا الشرعية تتعامل مع شعبها بهذا الأسلوب الفج وعدم اللامبالاه والإصرار على تناقص صلاحياتها وسيادة اليمن ، وبما ان دولتي التحالف تنكل باليمن للعام السادس وتمنع الشرعية من العودة لما يسمى بالأراضي المحررة وهي أكثر من ثلثي اليمن .. وبالمقابل تمنع الجيش الوطني من تحرير صنعاء ، وكذلك لم تحسم قضية الحديدة واتفاق ستوكهولم ونفس الأمر لاتفاق الرياض.
 
اينما توجهت شرعية الخذلان لا تأتي بخير .. سؤل كبير هنا يطرح نفسه اذا كانت الشرعية تعتبر التحالف قدرا مكتوب على اليمنيين وتحديدا الإمارات.
 
فلماذا لا تتصرف دبلوماسيا بإصدار بيان وقرار إخراج الإمارات من التحالف ومتابعته من خلال الامم المتحدة وقطع العلاقات تماما حتى لا يبقى ذريعة للعبث بمصير اليمن سابقا ولاحقا .. ولماذا لا تتصرف كما فعلت مع قطر بجرة قلم فبين عشية وضحاها غدت قطر دولة عدوه واخرجت بسلاسة ، وهذا يدل على ان السعودية هي من قررت على خلفية خلافاتها مع الامارات تجاه قطر ، وقد اوعز لهادي بإصدار قرار اخراجها.
 
أي سيادة واي اهانة للشعب اليمني ، لم تبلى اليمن بساسة على هذا النحو سواء ما يسمى رئيس شرعي ونائبه ورئيس حكومته وكذا رئيس البرلمان كلهم يوالون دولتي التحالف اكثر من وطنهم وهذه الحقيقة بدون رتوش .
 
هل فكر احد بهذه الجزئية .. الى متى تضل الشرعية تشكو ميلشيا الحوثي والانقلاب المستنسخ في عدن.
 
نحن أمام فرضيتين مؤكدتين هما ضعف هادي وارتهانه للإقليم تماما او يرغب في ذلك بدليل انه يمكنه ان يتصرف بأسلوب افضل سوى من داخل إقامته الاختيارية التي تجاوزت الارتهان ، او يستقيل من منصبه.
 
أما يريد يحظى بمزايا رئيس جمهورية ولو ضعيف وملعون ومكروه ويسوغ ويبرر للتحالف وكأنه يشرعن هذه الحرب العبثية التي بلا افق ضد بلاده.
 
وقفة تأمل ومحاسبة الضمير لان ما هو ممكن اليوم قد يكون صعبا غدا وما هو صعب اليوم قد يكون مستحيلاً غداً.
 
كلا من الرئيس السابق الذي تفرغ في الفترة الانتقالية لإفسادها وبين خلفه الايدي الامينة ان كلاهما يعشقان السلطة لكن كل منهما له طريقته فالأول بكارزما ودهاء وفطنه له اسلوبه المعروف بالفساد الناعم ، في حين خلفه انبهر ايضا بالسلطة ولكن بغباء وبلاده ، فبئس الكرسي الذليل.
 
لا يحس مسؤولين الشرعية وهم على الارائك متكئون فراش وثير واجواء باردة وما لذ وطاب ورغد العيش .. فهذا لا يمكن السكوت .. وفي الاخير يقوي شوكة الانقلابين في صنعاء وعدن فهما بلا شعبية ولا قوة ، وجبروتهم من ضعف الطرف الآخر.
 
وبداهة فالشرعية كشعار فضفاض لا يكفي لخلق صورة إيجابية عن محاسن الشرعية المفترضة فهي لا تؤمن خائف ولا تطعم جائع ولا تكسي عاري بل إنها وعلى النحو الذي سارت طيلة الحرب قوِةّ من شوكة الطرف الآخر ، والشرعية على هذا النحو ليس مرحباً بها بأي حال من الأحوال إلا من قبل الانتهازيين والوصوليين .
 
حيرة القوى اليمنية المرتهنة والعميلة ومن ورائها التحالف بجناحيه السعودية والامارات هي البحث عن مخرج سياسي في تسوية شاملة تخرج التحالف من مأزق ومستنقع الحرب في اليمن متوازيا مع حلول ومخرج قانوني في قيادة الدولة الصف الاول الرئيس ونائبة والحكومة والبرلمان ودور هذه المؤسسات الدستورية في سيناريو الحلول المفترضة.
 
وفق كل هذه المسوغات تساؤل كبير يفرض نفسه .. شرعية هادي الى اين واستمراره غدا محصورا فقط في خدمة أجنده إقليمية ولمصلحة للتحالف و لتجذِر انقلاب صنعاء وعدن.
 
*كاتب يمني وسفير في الخارجية
 

التعليقات