الخوف الأكبر
الأحد, 01 نوفمبر, 2020 - 01:02 صباحاً

ما هو أكثر شيء يخاف منه الإنسان قبل الموت! إنها الطريقة التي سيموت بها.
 
لا شك أن الجميع يرغب بالموت في سرير دافئ، بالقرب من أهله وأحبابه، لا أحد يريد الموت كضحية لجريمة مفاجئة يقرر فاعلها فجأة إنهاء مسيرة حياته لسبب لا علاقة له به. للأسف الشديد هذا هو الحال في اليمن, منذ أكثر من خمس سنوات واليمنيون يعيشون في حالة حرب وفقر وصراع داخلي بين أبناء اليمن, مما أدى إلى انعدام الأمن والاستقرار وبالتالي انتشرت الجريمة كنتيجة طبيعية لانعدامالأمن. ففي كل يوم نسمع قصة جديدة عن جريمة مروعة تحدث في المجتمع; قتل، سرقة، إعتداء، تحرش, أو حتى خلاف شخصي!، جرائم بشعة كانت نتائجها ضحايا أبرياء ومجرمون جدد, مما يزيد من حالة الخوف والرعب والهلع داخل المجتمع، حيث أن المجرمون يعيشون معنا, لكنهم مطمئنين البال أن العقاب لن يصيبهم, فالبلد في حالة فوضى, والمسؤولون عن أمنها منشغلين في النزاعات مع الأطراف الداخلية والخارجية, وفي نهاية أغلب الجرائم يُصنف مجرموها كمرضى نفسيين!.
 
تكررت الجرائم وتفاوتت درجة بشاعتها,حتى وصل الحال لدرجة تنفيذ الجريمة بكل سهولة أثناءزحمة العُرس,وتحويله من الفرحة إلى الحزن , كما حدث في جريمة عرس أبناء الجبوبي في صنعاء ، وما حدث فيها من عملية قتل بشعة لأحد الضيوف وإصابة العريس, وقبلها جريمة قتل وتعذيب الأغبري,وجريمة اغتصاب فتاة إب, وقتل الأب لزوجته وأبناؤه في تعز, ومقتل أبناء الكهالي على يد أخيهم في صنعاء,وسرقة محلات الصرافة في عدن, وغيرها الكثير من القصص الإجرامية التي اشتهرت في الأشهر القليلة الماضية على مواقع التواصل الاجتماعي, وما خفي كان أعظم!.
 
استمرار الحرب يعني استمرار الجريمة حتى يتحول الأمر إلى عادة، وتصبح الكارثة روتينيومي, ويصبح العمل الإجرامي شيء طبيعي نشاهده في المجتمع دون القدرة على تحريك ساكن. والمواطن المسكين إذا لم يكن ضحية مباشرة للحرب الخارجية، فهو ضحية للجريمة الداخلية (إذا سلم من الحرب لن يسلم من الجريمة)، أو قد يتحول إلى مجرم لكي يحمي نفسه ويحمي أسرته, فالبقاء اليوم للأقوى.
 
إيقاف الحرب هو السبيل الوحيد ليتمكن الناس من العيش في أمان - أو لن نكون متفائلين لهذا الحد- إيقاف اطلاق النار (على الأقل)بين المتنازعين سيتيح الفرصة لتسليط الضوء على المشاكل الداخلية, والبدء بوضع حد لهذه الجرائم المتكررة.
 
الحرب هي العذر القبيح لكل مجرم يمارس جريمته بكل سهولة وراحة، القتل والنهب والسرقات والاعتداءات والأعمال الوحشية نتيجة من نتائج الحرب طويلة الأمد، ومع الأيام يتحول الناس من طبيعتهم الإنسانية إلى طبيعة وحشية. ويبقى الخوف من استمرار الحرب إلى الأبد , ويبقى الخوف الأكبر من الجريمة القادمة.
 

التعليقات