مسلسل الصراع والجريمة.. من المخرج ومن المستفيد؟
الجمعة, 13 نوفمبر, 2020 - 10:33 مساءً

جرت العادة أن نشاهد في التلفاز الكثير من المسلسلات الدرامية والأعمال السينمائية ، وغالباً ما تتميز هذه المسلسلات بطابع الإثارة والتشويق ، بغرض شد انتباه المشاهد وتحفيزه على الاستمرار في متابعة حلقات هذا المسلسل أو ذاك ، وبالتالي كسب المزيد من الوقت وجني المزيد من الأرباح .
 
الحال نفسه كذلك في الحياة الواقعية ، نحن نعيش في مسلسل دائم من الصراع والجريمة والقتل ، بدأت أحداث هذا المسلسل من اللحظة التي قرر فيها أحد المستفيدين من الحرب (المنتج) أن تبدأ الحلقات بإحدى أنواع الجريمة ، ولا توجد جريمة أكبر من القصف الجوي على اليمن ، وكانت هذه الحلقة الأولى من مسلسل الصراع في اليمن ، تلتها العديد من الجرائم والحلقات المتكررة . وكلما اقترب المسلسل من النهاية ، قام أحد الأبطال (كتعبير عن الدور وليس الفعل) بتغيير أحداث المسلسل ، لكسب المزيد من الوقت وزيادة الإثارة والحصول على الدعم .
 
وهكذا استمر المسلسل على مدار 6 سنوات ، حتى جاءت اللحظة التي قرر فيها المخرج أن ينتهي المسلسل ، وكان موقع تصوير الحلقة الأخيرة في الرياض ، أثناء الجلوس على طاولة الحوار وتوقيع اتفاق مصالحة تنتهي به أحداث الجريمة في اليمن . لكن يبدو أن الأمر لم يعجب الكثير من المشاهدين والنقاد ، ولذلك قرروا أن يستمر المسلسل لأجزاء أخرى ، ومعها حلقات جديدة من الصراع الجديد والأبطال الجدد ، وبالتالي زيادة عدد المشاهدات وجني المزيد من الأرباح والشهرة .
 
ولا يهم في الأمر شيء إن كانت الجريمة تلك يذهب ضحيتها العديد من الأبرياء ، أو يتضرر من خلالها المواطنين الضعفاء ، المهم هو استمرار الحرب ، وتحقيق البطولة الوهمية للممثلين والمخرجين .
 

التعليقات