أن أكثر ما يحزنني بعد تطاول الغرب والصحيفة الفرنسية على الإساءة لنبينا الكريم عليه الصلاة والسلام ، هو تسلق البعض على كرامة النبي (ص) واستغلال حملات الإساءة تلك لكسب مصالح سياسية دنيوية .
لم يحزنني كثيرا موقف الرئيس الفرنسي ماكرون ، وتبّنيه للموقف العنصري التي قامت به تلك الصحيفة في بلاده . بل بالعكس ، كان شيئاً متوقعاً ، على الأقل من شخص لا يؤمن بالنبي ولا يدّعي أنه من سلالته . بل أكثر ما أحزنني هو انتهاز البعض فرصة الإساءة للنبي ، والاستعداد لكسب غنيمة المعركة العاطفية مع البسطاء .
رأينا نماذج عديدة في العالم الإسلامي ، نحن نعلم جيداً أنهم لا يمثلون النبي ولا يهتدون بأخلاقه الكريمة , لكنهم برزوا على الساحة كأبطال يدافعون عنه , ويرفعون اسمه ، ويدّعون ولايته , ويقولون للناس أنهم جاءوا لتنفيذ رسالته , واكمال مسيرته الربانية. استغل هؤلاء المتسلقين الضخ الإعلامي وموجات الغضب العارمة من أنصار محمد (ص) لدس السم في عسل المقاطعة , وحملات التنديد , حتى أصبحوا أمام العالم أبطالاً يدافعون عن الدين , وينصرون النبي . وكانت عوامل المكان والتوقيت هذه المرة في صفهم , وساعدتهم في كسب نقاط إضافية . فالمكان الذي تمت الاساءة فيه للنبي الكريم هو فرنسا , وجميعنا نعلم مدى القوة الاستراتيجية لفرنسا في خريطة العالم , والوقوف في موقف معادي أمام فرنسا يجعل منك بطلاً أمام الناس , حتى وإن كانت فرنسا لا تلقى بالاً لذلك البطل ولا تعترف به في ميزان المنافسة . والتوقيت , حيث تزامنت حملة الإساءة مع ذكرى مولد النبي عليه الصلاة والسلام , وهي فرصة مثالية لدق الوتر الحساس , والتلاعب بمشاعر المسلمين , حيث استغل المتسلقون هذا التوقيت في وسائل الإعلام للترويج لمواقفهم البطولية , واستعراض مشاركاتهم في الاحتفال بذكرى المولد النبوي , مما أعطاهم نقاطاً إضافية , لا يمكن خسارتها مستقبلاً مهما حدث.
العالم منشغل بالإساءة إلى رمز هذه الأمة ، ومحاولة تشويه صورته أمام العالم , وهؤلاء منشغلون أيضاً بالإساءة للنبي , من خلال استغلال عواطف محبيه , والتسلق على سيرته العطرة لكسب مصالح دنيوية , وتحقيق أرباح سياسية فانية . وهو الأمر الذي يحزن كل محبٍ للنبي , ويزيدنا حسرة على ما يحدث للأمة الإسلامية والعالم أجمع .
صلى عليك الله وسلم يا حبيبي يا محمد