وأنت تقرأ التهديدات والوعيد الذي يطلقه الأكاديمي الإماراتي خالد القاسمي وحديثه عن تعزيز قوات بلاده العسكرية في حضرموت وسقطرى وعدن وأن لا مستقبل لحزب الإصلاح في الجنوب تشعر وكأنك أمام حاكم عسكري جديد يستخدم كل الذرائع لمواجهة الداخل اليمني.
ربما يغفل هؤلاء أن اليمنيين لم يقبلوا بالمصريين في ثورة سبتمبر وهم دفعوا دمائهم بطول اليمن من أجل حريتنا فكيف بدولة تتعامل مع اليمن كما لو إنها اسطبل للابل.
مايثير الشكوك هو طلب الإمارات تدخل أمريكي دون حتى اشعار الحكومة الشرعية، التي وضعت أمام أمر واقع، وبالفعل حصل وقد تكون حضرموت ساحة لمعركة من نوع آخر قادمة، خصوصا مع تصريحات قرقاش المتكررة وربط الإصلاح بـ"القاعدة".
منذ تحرير عدن بدأت موجة اغتيالات لكل من لا يتماشى مع توجهات الحاكم العسكري الجديد، وخصوصا التيار السلفي الذي رفض أن يكون "بيدق"، وطالت الاغتيالات القيادات المؤثرة التي قادت المواجهات ضد الانقلابيين مع حملة تحريض وترهيب وتخوين ضد الإصلاح ومحاولات اغتيالات عدة لبعض قياداته، اجبرت بعضهم على مغادرة عدن.
كما تم اغتيال المحافظ العدني جعفر لإنه كان على علاقة جيدة وتنسيق بأبن عدن انصاف مايو، الذي تعرض هو الآخر لمحاولة اغتيال بسيارة مفخخة انفجرت قبل أن تصل المكتب التنفيذي للإصلاح، وكانت بإشراف الحاكم العسكري.
ومنذ اليوم الأول لوصول الامارات عدن بدأت في التنسيق مع السلفيين وكأن أول لقاء يعقد على متن سفينة في البحر وكما نجحت في بناء تحالف مع بعض قيادات هذا التيار، الذي أقرت هيئته النهائية في لقاء بأبوظبي -لم يحضره الشيخ العدني ولا وهاد، واغتيلا في وقت لاحق- الذي هم من مثل هاني بن بريك والذي يحظى بدعم قوي وهناك سلاح مهول تحت تتصرفه، وأصحاب دماج وتعمل حاليا على جعلهم بيادق بيدها ضد خصومها "المفترضين".
أما في حضرموت فقد باشرت السلطات الجديدة مهامها بإعتقال الشيخ عبدالله اليزيدي رئيس جمعية الاحسان في اليمن، وهو من الشخصيات المعتدلة، لكنها تأتي في سياق خلق بيئة جديدة في المناطق الجنوبية، وإقصاء التيار الإسلامي -الذي قدم عدد كبير من قياداته في هذا الحرب خصوصا الإصلاح- مقابل السماح الخطاب الصوفي بالصعود للواجهة يعزز هذا علاقة العلامة الجفري بالإمارات، وبمؤتمر كبير للصوفية عقد في أبوظبي فبراير الماضي.
ويبقى سؤال كبير لما تفعل الإمارات هذا؟ ماهي خصوماتها مع اليمنيين؟ وهل بالفعل موعودة من قبل قوى دولية بأن تكون أكبر للهيمنة جنوب اليمن؟ أم مجرد أداة لأهداف دولية أكبر؟