إطلعت على مقابلة رئيس الوزراء المكلف د. معين عبد الملك في صحيفة عكاظ السعودية التي حاوره فيها عبدالله آل هتيلة ونشرت يوم الجمعة 6 نوفمبر 2020 ، تضمنت المقابلة العديد من النقاط الهامة حول تطورات الأحداث على الساحة الوطنية وعلاقة الشرعية بالتحالف ورؤية الحكومة لمشروع الإعلان المشترك المقدم من المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، وغيرها من النقاط الهامة التي كان الأخ رئيس الوزراء موفقا فيها ، غير أن ردوده على بعض الأسئلة أثارت العديد من التساؤلات والإستفهامات كنت أتمنى على الأخ رئيس الوزراء أن يكون صريحا وشفاف فيها، فعندما سأله الصحفي سؤال أقل ما يقال عنه أنه - إستفزازي - عن ما هي رسالته لطمأنة من يرون أن سقطرى لو عادت لحضن الشرعية، ستستغل من بعض القوى المتطرفة؟
كنت أتمنى على الأخ رئيس الوزراء أن يقول له بأن القوى المتطرفة هي المليشيات التى تمردت وانقلبت على الدولة واستولت على أسلحتها الثقيلة وطردت قيادة السلطة المحلية بالمحافظة ، وأن الإمارات عبر مليشياتها إحتلت إرخبيل سقطرى وبدأت تمارس فيه أنشطة تنتقص من السيادة الوطنية ، لا أن يتهم من يفضح الممارسات الإماراتية أنه يخدم الانقلابيين الحوثيين والقوى المتطرفة ، فهل الدفاع عن الوطن خدمة للانقلاب وعن أي قوى متطرفة غير المليشيات تقصد يا رئيس الوزراء ؟
القضية الأخرى وهي رده على سؤال حول التدخلات الخارجية في الشأن اليمني وما الدول المتورطة في تأزيم الداخل اليمني بسبب دعمها للمليشيات الحوثية الانقلابية؟
تحدث الأخ رئيس الوزراء المكلف عن إيران ومشروعها الهدام في المنطقة وهذا أمر لا خلاف عليه،
ثم تحدث عن قطر التي إعتبرها خرجت عن الصف العربي واختطت لها مساراً ضمن مشاريع هدامة تستهدف مشروع الدولة في اليمن وجهود التحالف، وبأن دعمها السياسي والمالي والإعلامي لمليشيا الحوثي الانقلابية أضحى مفضوحا،
كنت أتمنى على الأخ رئيس الوزراء المكلف أن يوضح لنا ما مشاريع قطر الهدامة في اليمن لا أن يطلق كلام عام فهو المسئول الأول التنفيذي في اليمن وحديثه يختلف عن حديث الناشطين والمفسبكين، ألم تكن قطر ضمن تحالف دعم الشرعية لإنهاء الإنقلاب الحوثي، ألم ترسل أبنائها في إطار قوات التحالف وشاركت قواتها بمصداقية، ألم تقدم الدعم المادي والإنساني واللوجستي والإعلامي والسياسي لليمن ضمن تحالف دعم الشرعية، ألم نقطع علاقتنا بها ورغم ذلك ما زالت تعترف بالشرعية وقيادتها، وحتى القنوات اليمنية التي تدعمها نجدها في صف الشرعية وتنتقد الأعمال الحوثية ، لديها خلاف مع بعض دول مجلس التعاون الخليجي وهذه مسألة ستحل إن عاجلا أو آجلا في إطار المجلس فلا يمكن للإخوة أن يظلوا أعداء ومتفرقين وسنكون وقتها ضحية لبعض تصرفاتنا .
أخي وصديقي الدكتور معين سياسية الدول تبنى على هندسة المصالح وتقليص دائرة الخصومة لا تكثيرها وخاصة ونحن في حالة حرب ونحتاج أي صوت يؤيد قضيتنا فضلا عن دولة شقيقة وهامة في المنطقة كقطر دعمت قضيتنا بدون مننٍ ولا أطماع مسبقة ، قد نختلف مع أداء قناة الجزيرة القطرية وإبرازها لزعيم الحوثيين وغيره من قيادة المليشيات نكاية ببعض دول التحالف، وقد صارحناهم بذلك وعاتبناهم فقالوا القناة تفتح لكم الباب كشرعية أن تتحدثوا بما تريدون ولكن أنتم من ترفضون الظهور معنا وهذا خطأ أخر ارتكبناه، فالجزيرة ليست قناة وإنما شبكة قنوات بكل لغات العالم وحرفية العاملين بها وامكانيتها تمكنها من التأثير في الداخل اليمني وفي المحيط الإقليمي والدولي أكثر من غيرها، وفي الاخير هي قناة غير يمنية حتى نزعل منها فهي تخدم سياسة بلدها.
أخي رئيس الوزراء كنت أتمنى عليك وانت تتحدث عن التدخلات الخارجية في اليمن أن تتكلم عن ممارسات الإمارات الإجرامية التي قصفت الجيش الوطني على أبواب عدن في منطقة العَلم وفي منطقة العبر بحضرموت التي تبعد مئات الكيلو مترات عن مسرح القتال وقصفت قوات الجيش الوطني في منطقة صرواح ونهم وغيرها ... وراح ضحية ذلك أكثر من أربعة الف شهيد من أبناء الجيش الوطني الذي تعتبره الإمارات مجموعات إرهابية، كنت أتمنى عليك أن تتحدث وبوضوح من الذي يمنع عودة رئيس الجمهورية والبرلمان والحكومة إلى المناطق المحررة.
كنت أتمنى عليك أن تقولها بصوت مرتفع من الذي دعم وسلح أكثر من مائة ألف شخص في عدن وأبين وحضرموت والساحل الغربي وتعز لايعترفون بالشرعية بل وقاتلوها في أكثر من موقع، كنت أتمنى أن توضح للشعب وللعالم أجمع أن الإمارات حولت محطة بلحاف الغازية الهامة إلى ثكنة عسكرية منذ خمس سنوات وأوقفت إنتاجها وترفض حتى الآن الخروج منها ونحن في أشد الحاجة إلى عائدات الغاز لندفع مرتبات الجيش والموظفين.
كنت أتمنى على سيادتكم أن تقول ولو كلمة واحدة للتاريخ من الذي إغتال أكثر من مائتي شخص من القيادات الوطنية العسكرية والمدنية في عدن أليس مليشيات الإمارات.
أخي وصديقي د. معين كنا رفقاء في ساحة التغيير بصنعاء وأنت أحد شباب الثورة الذين خرجوا ينشدون التغيير إلى الأفضل، وقضت مشيئة الله أن تدفع بك إلى منصب تستطيع أن تحقق من خلاله الأحلام التي كنا نتمناها سوياً، وأملنا فيك مازال معقود أن تنتصر لقضايا الوطن وتغلب المصلحة الوطنية على المكاسب الذاتية فالوطن باقي والمنصب إلى زوال مهما طال الزمن، بل قد يفاجئ الإنسان ملك الموت ولن ينفعه منصبه ولا ما كسبه، وسيقف أمام الله عاجزا دليلا لن تشفع له إلا أعماله الصالحة وفي مقدمة ذلك الإنتصار للوطن وللشعب المكلوم.