سيف محمد الحاضري

سيف محمد الحاضري

رئيس مؤسسة الشموع للصحافة والاعلام رئيس تحرير صحيفة اخباراليوم اليمنيه.

كل الكتابات
حين تنتصر السعودية لإيران.. لن تكون وجهة الجيش الصحراء
الأحد, 29 نوفمبر, 2020 - 09:26 مساءً

• يشهد اليمن والحكومة الشرعية اليوم حالة انكشاف في حقيقة العلاقة مع التحالف العربي أو بشكل أكثر وضوحيه في طبيعة علاقة الشرعية اليمنية مع الأشقاء في المملكة العربية السعودية..
 
• هذه العلاقة اليوم وصلت ذروة الانكشاف ولَم يعد بمقدور أي طرف من أطراف الشرعية منح هذه العلاقة مزيداً من الحياة والاستمرارية العبثية مالم يتم إصلاح مسارها والتي كانت نتائجها كارثية على جميع المسارات السياسية والعسكرية والاقتصادية لليمن أرضاً وإنساناً..
 
• المملكة العربية السعودية باتت اليوم تعزز نظرية المؤامرة على ذاتها قبل أن تكون عززت - في واقع ملموس - حقيقة خذلانها وخداعها للشرعية اليمنية رئاسة وحكومة وجيش وطني، أما الشعب فكان لديه نظرة سابقة هي من عززتها لديه..
 
• بعد خمس سنوات من تدخل التحالف العربي لدعم الشرعية اليمنية في حربها ضد الانقلاب الإيراني المتمثل في سيطرة مليشيات الحوثي المسلحة على مؤسسات الدولة ومعسكراتها في انقلاب مازالت بعض تفاصيله بعيدة الانكشاف.
 
• ووفقاً لمعطيات الواقع فإن هذا الانقلاب بكل تفاصيله وأهدافه يستهدف استقرار دول المنطقة، من فرض متغيرات طبوغرافية مذهبية وطائفية كامتداد سياسي لمشروع إيران في المنطقة، وهو ما يمثل أخطر تهديد يمس أمن واستقرار ووجودية الدولة السعودية..
 
• هذا الانقلاب الإيراني الحوثي، الذي أعلن اليمن الحرب ضده، لم تكن اليمن تحارب عّن ذاتها أو وجوديتها كدولة ونظام جمهوري ديمقراطي، بل كانت ومازالت تحارب دفاعاً عّن وجودية أنظمة الجزيرة العربية ككل بما فيها تلك التي تتآمر على اليمن ومؤسساته الشرعية من خلال دعمها للمليشيات المسلحة والدفع بها نحو فرض واقع لجغرافياً تسيطر عليها هذه المليشيات كأدوات تنفذ ما يُملى عليها من الممول..
 
• اليمن اليوم وهو متخم بجراح الغدر والطعن من الظهر من قبل الأشقاء والحلفاء مازال يدرك أهمية تمسكه وثباته بمواصلة معركته ضد النفوذ الإيراني الذي يهدد أمن دول المنطقة بصورة عامة والشقيقة «السعودية «بصورة خاصة، المهددة اليوم في وجوديتها من خلال توسع النفوذ الإيراني ليصل إلى السيطرة على جميع حدودها الشمالية والجنوبية الشرقية لتكتمل الخارطة اليوم في حال لا قدر الله، «وبإذن الله لن يتم»، تمكنت مليشيات إيران الحوثية من اجتياح محافظة مأرب..
• هذا الاجتياح إن تم - وهو بإذن الله وبتضحيات الجيش وأبطال المقاومة ورجال القبائل لن يتم - سيمثل وفقاً لكل معطيات السياسة هزيمة للملكة العربية السعودية، قبل أن يكون هزيمة للشرعية اليمنية أو الجيش الوطني، الذي يقاتل بدون سلاح ثقيل وبدون مؤنة ويستشهد الجنود دونما معرفة ما سيكون مصير عوائلهم من بعدهم، ولا يعرفون سوى أن الله سيتكفل بهم وأنهم سيكونون شهداء يدافعون عن وطن وأرض وعرض جميع دول المنطقة وليس اليمن فحسب..
 
نعم الهزيمة هنا للمملكة العربية السعودية قائدة التحالف وقائدة العمليات العسكرية.
 
• وهنا، ووفقاً لمعطيات وأبجديات علوم السياسة والعلوم العسكرية واستراتيجيات الدول، فإن تموضع عدوك التاريخي المتسلح بمنهجية عقائدية تؤمن باقتلاعك وجودياً، هذا العدو يتموضع على امتداد حدودك الجغرافية الجنوبية والشمالية والجنوبية الشرقية، فهذا يمثل انتصاراً استراتيجياً لإيران في معركتها العقائدية ضد المملكة..
 
والكارثة في هذه المعركة الممتدة منذ قيام الثورة الإيرانية بقيادة الخميني، أن الأشقاء في المملكة هم من يهزمون أنفسهم في جميع تفاصيل المعارك التي تخوضها ضدهم إيران، واليمن ليست إلا شاهداً على هكذا سياسات، فما نعاصره ونشاهده ونعيش تفاصيله، لمجريات معركة تهدد وجودية اليمن والمملكة على حد سواء، وكيف تعاملت وإدارة قيادات التحالف المعركة، يقول إنها كانت بهدف الهزيمة وليس النصر الناجز، من خلال صراعات ومعارك ثانوية، انتصرت بها للعدو، والمملكة هي المعنية بالهزيمة في إطار استراتيجية إيران التوسعية..
 
• وهنا ربما لا تدرك أو ربما تدرك المملكة خطورة منح إيران ومشروعها الطائفي مزيداً من الانتصارات على حدودها الجنوبية، فحجم تداعيات هذا التمدد الإيراني على طول حدودها الجنوبية، هذه المقامرة إن جاز تسميتها، سيكون دفع أثمانها ثقيلاً على الاشقاء في المملكة كنظام يستهدف اليوم في وجوديته.. تداعيات هذه المقامرة جزماً ستمس المملكة في جغرافيتها من خلال دفع النفوذ الإيراني بالدول المحيطة بالمملكة إلى منازعتها جغرافيا والتنصل من اتفاقيات الحدود تحت مبررات كثيرة باتت إيران قاب قوسين أو أدنى من تحقيق نصر استراتيجي على المملكة من خلال الانتهاء من تثبيت نفوذها على حدود المملكة الجنوبية. لذلك تدرك إيران أهمية معركة مأرب، فما كان منها إلاّ إرسال أحد أهم قياداتها لإدارة هذه المعركة، في حين يقابل ذلك بخذلان لا أحد يتصوره من الأشقاء للجيش الوطني..
 
خذلان الجيش الوطني ومحاصرته، أمر أصبح واضحاً أن من يديره هم الأشقاء في المملكة وقبلها الإمارات، من خلال سيطرتها على جميع وسائل الدعم اللوجستي للجيش وكذلك على القرار العسكري في إدارة المعركة وهي بذلك تخذل ذاتها وتخون مستقبل وجوديتها..
 
الانكسارات العسكرية وهزائم الحروب تداعياتها السياسية كبيرة وباهظة الثمن، وهذا ما يجب على المملكة، التي تعاني اليوم من تهديدات الصواريخ والمسيرات الإيرانية، إدراكه..
 
•اليوم وحدة الجيش الوطني الدرع والمقاوم والمحارب والحامي لاستقرار المنطقة، وبتضحيات هذا الجيش الوطني تبقى وجودية الدولة اليمنية والسعودية في مأمن على حد سواء، وهذا ما يجب أن يدركه الأشقاء في المملكة..
 
نعيش في هامش الوقت الذي يسبق الانكسار والهزيمة الكبرى، والتي يسعى التحالف إلى إنجازها بإصرار أحمق حين يذهب إلى تقديم الشرعية كلقمة سائغة لمليشيات إيران من خلال قيامه بصورة منهجية وإصرار أهوج وأحمق بإشعال حروب بينية بين مكونات الشرعية العسكرية من خلال مليشيات الانتقالي وانقلابها في الجنوب، وطارق صالح الذي مكنته من السيطرة على الساحل الغربي من خلال ميلشيات خارج إطار السلطة الشرعية أسمتها حراس الجمهورية، وأخرى في الحد الجنوبي..
 
• تعتقد بعض قيادات التحالف، أو بشكل خاص، بعض قيادات المملكة أنها نجحت في شَلّ قدرات الحكومة والجيش الوطني على امتداد الجغرافيا اليمنية، وهذا نظرياً قد يكون للمراقب حقيقة.. لكن في حقيقة الأمر أن القيادات اليمنية انتهجت سياسة التريث في رد الفعل والصبر المحمول على النفس الطويل، غير أنها صدمت بخيبة أمل وصدمت بإصرار التحالف على إجبارها تجرع الهزيمة كواقع يجب التسليم بِه.
 
• ويعتقد البعض أن أي انكسار قد يحدث في مأرب، سيمنح البعض تحقيق حلم الانفصال وسيمنح الإمارات الجنوب على هيئة شيك على بياض.. 
 
لكن ما لا يدركه المحمولين بالحماقة والحقد غير المبرر على اليمن، أن اليمن مفتوحة على جبهات ممتدة من أطراف الجوف ومحافظة صنعاء والبيضاء ومأرب وصولاً إلى أطراف مديرية زنجبار أبين والعاصمة عدن..
 
 ولن يكون خيار الجيش في حال واصل التحالف حصار الجيش ومنعه من الحصول على السلاح المتطور والذخيرة أن تكون وجهته الصحراء، في الجبهات الجنوبية الغربية ستكون هي الوجهة لإعادة التموضع وتوحيد الجبهة الوطنية من حدود مأرب حتى الساحل الغربي لتحرير تعز والحديدة..
 
• لن يتحقق حلم الإمارات بتقسيم اليمن مهما كانت التضحيات، لكن ما سيتحقق هو مزيد من التهديدات لاستقرار المملكة، ما سيتحقق هو انتقال ساحة المعركة بين إيران والرياض إلى جغرافيا المملكة العربية السعودية. وإذا كان هذا واقعنا المؤلم والمظلم فإن ذلك لا يعني فقدان الأمل، بل علينا كيمنيين بدءاً من اليوم أن نستعيد زمام إدارة المعركة، وتحديد أولوياتها وجغرافية هذه المعركة التي يجب أن نخوضها.
 
• يجب علينا اليوم أن ننتزع موانئنا من سيطرة الحليف المنكشف بسياساته التي تستهدف وجودية الدولة اليمنية وتهديد جغرافيتها، وتحويلها إلى كانتونات تتقاسمها المليشيات المسلحة.. اليوم ودون تأخير على الدولة اليمنية الاعتماد على ذاتها مهما كانت الصعوبات الاقتصادية التي تواجهها، فالصمت على ممارسات وانحراف التحالف بسياسته تجاه اليمن يقودنا إلى تجرع هزائم تداعياتها تهدد اليمن وجودياً على الجغرافيا.
 
• لن نكون وحيدين في مواجهة المشروع الإيراني الذي يهدد وجوديتنا كدولة وهوية وعقيدة وثقافة وتاريخ، فالعالم مليء بالأحرار الرافضين والمقاومين لهذا المشروع حقيقة، وبتوجهات صادقة..
 
• اليوم بات علينا أن نعمل على كسر حصار التحالف ضد الجيش من خلال توفير السلاح والذخيرة والمرتبات، نحن دولة يجب أن ندير موانئنا بأنفسنا وشواطئنا ومطاراتنا، يكفي خمس سنوات من الحصار المفروض على الجيش الوطني، فيما المليشيات المسلحة في صنعاء وفي عدن تأتيها عشرات السفن محملة بالسلاح الذي يهددنا ويقتل شعبنا ومن خلاله يتم تهديد المملكة بالصواريخ والمسيرات..
 
• لم يعد لدينا مزيداً من الوقت لإضاعته، أمامنا اليوم هو اتخاذ قرار عودة الدولة وتفعيل مؤسساتها واستعادة زمام إدارة المعركة. هذه هي أرضنا وعلينا أن نصنع انتصاراتنا على جميع المليشيات المسلحة شمالاً وجنوباً، من خلال تعاضدنا وتوحدنا، سياسة التفريق والتمزيق التي ينتهجها التحالف، يجب أن نقاومها وبقوة، فهي تمثل تهديدا لوحدتنا، السياسية والجغرافية..

• لحظة فارقة نعيشها اليوم مع اشتداد المعارك في أطراف محافظة مأرب تهدد وجوديتنا، علينا اليوم اتخاذ القرار وأي تأخير يقودنا نحو الكارثة والهاوية التي حفرها لنا الأعداء والأصدقاء على حد سواء..
 
• المؤسسة العسكرية، الجيش الوطني، يجب حمايته وتقديم كل الدعم لهذه المؤسسة ومنتسبيها.. لا مجال اليوم إلاّ لتحقيق الاصطفاف لكل القوى خلف المؤسسة العسكرية، ولا مجال لمزيد من المراوغة..
 
• الرئيس ونائبه والحكومة وأعضاء البرلمان لم يعد هناك جدوى من بقائهم خارج الوطن، ولَم يعد هناك من جدوى لبقائهم في الرياض، الآن إن لم يُتخذ قرار العودة، فلن تستطيعوا العودة غدا، كلنا, بدءاً بالرئيس حتى أصغر جندي، خُلقنا لنضحي بأرواحنا في سبيل الدين والوطن والعرض، فإلى متى ستظلون تفرون منه، هل تفرون من حب التضحية والفداء، أم تفرون من قدر الله الذي لو جاء لأخذكم ولو كنتم في بروج الرياض المشيدة..

وأخيراً، النصر حليفنا بإذن الله، النصر للجمهورية، للوحدة، للشعب، يصنعه الأبطال، ولعنة الله على الجبناء..
 

التعليقات