شعراء كتبوا لأيوب "13".. محمد أحمد منصور
الأحد, 30 يناير, 2022 - 05:00 مساءً

هيا معي نصطلح والصلح سيد الفِكَر
 
•سبق أن كتبت عن الشاعر المرحوم محمد أحمد منصور عند وفاته في مايو من العام الماضي 2021،،وحينها أخذ الجدل منحى مختلفا متعلقا بالتاريخ السياسي والمشيخي للرجل،،ولكني أكدت حينها وأكرر مرة أخرى اليوم أن الحديث عن الشاعر تفرضه فرادته الشعرية،التي وصلت الينا ،،
 
•الشاعر الراحل محمد أحمد منصور  غنى له أيوب طارش حوالي عشر من الأغاني الذائعات والتي تميزت بعذوبة الألفاظ ودلالات المعاني،وكذا جمال الألحان بصوت الفنان أيوب طارش.
 
•[فتشت لك ياحبيبي في خيوط الوتر ..عن موقعك في الفؤاد
 
وجئت وانك ستملأ مسمعي والبصر ..يابغيتي والمراد ].
 
بهذه العاطفة الجياشة شدا الفنان أيوب ،وأوصل الأغنية الى مستوى عال من الرواج والرسوخ في أذهان الناس منذ سنوات طوال ،
•ذائعة أخرى من أعمال الشاعر ،تلك المغناة البديعة التي أضفى عليها صوت أيوب سحراً سماعياً مدهشا ،وهي مغناة الوعد والوصل والتي منها :-
 
[[ياليت مــن وعدت بالوصل لم تعدِ.. ولم تجرّع فؤادي علقم الكمدِ..
 
يدٌ على مدمعي الجاري تكفكفه
‏ليلاً وأخرى تضم الجرح في كبدي..]]
 
•الكتابة بالفصحى والبراعة في التصوير اللفظي والشعري هو ماميز قصائد الشاعر محمد أحمد منصور ليس فقط المغناة بل جميع أعماله.
 
•"بين الجعاشن وإب وتعز وعموم اليمن،وبغداد والقاهرة وعمّان،بين الشعر والجدل والمشيخة والعاطفة والحب والسياسة عاش الرجل وسط جدل كبير  لازال قائما حتى بعد وفاته ،،
 
•[يساءلني لحظها والحَوَر..أتحلم في غزو هذا القمر
 
فقلت وقد سقطت أدمعي ..على نحرها كسقوط الدرر.....إلى آخر القصيدة ].
 
هذه واحدة من الأعمال التي غناها أيوب للشاعر  محمد أحمد منصور ،وأجاد التغني بها كما هي عادته ودأبه،
•[آه ياربة الحجاب..ماعلى الشمس من نقاب
لو تغلفتِ بالسحاب..لرنا طرفك الكحيل]
وهذه كذلك واحدة من أميز ماغنى أيوب للشاعر  محمد أحمد منصور ،
•[[أيها الليل كفانا ..منك هجراً وعذابا
وصدوداً وجفاءً...واغتراباً واكتئابا
إن لي قلباً خفوقاً...شَفّهُ الحبُ فذابا]
 
وهنا بالعودة الى سماع هذه القصيدة بصوت أيوب ستدركون مدى جزالة الألفاظ والصور الشعرية التي عزز حضورها أداء أيوب وزادها عذوبة ..
 
•[شُد الوتر وساجله بأسلوب..إلى آخره. ]
 
مغناة أخرى لأيوب من أعمال الشاعر ذاته ولا تقل  عن أخواتها قوة وجزالة ..
 
•[وانا اسألك ياطير بصوتك الحاني..تبلغ المحبوب شوقي وأشجاني]..،عمل آخر لأيوب ومنصور  ،يماثل بقية الأعمال في جمالياته.
 
•[أهلاً وسهلا نجم أول الصيف...يابدر في وسط السماء على كيف...إلى آخره. ]
 
وهذه كذلك مغناة للشاعر أخذت أفقاً عاليا من الجمال والانتقالات اللحنية بصوت أيوب طارش.
 
•أما ذلك العمل الفني الوطني للشاعر  من خلال قصيدة "الوحدة والسد "،أو "رسول الخير "،فعند سماعه بصوت أيوب يستعيد المرء كثيرا من محطات أمجاد هذه البلاد ،ومنه قوله :-
 
"رفرفي أيتها الشمسُ جنودا..واملأي الدنيا هتافا ونشيدا
 
قد بنينا السد بنيانا جديدا..وأعدنا مجد أرض الجنتين...الخ "
•الأعمال الكاملة للشاعر  محمد أحمد منصور  تنبئ عن شاعر  ملهم تلغي شاعريته صفات "المشيخة"التقليدية التي كرسها البعض،وحكايات "الجبروت "،والتسلط ..
 
فيكفيك أن تمر متفحصاً على قصيدة "نجمة العشرين"،التي مما فيها قوله 
 
"أنا من لبست العمر معكوس المدى...وأضعت في باب الزمان حسابي"...
••أما شعره  ذو  البعد القومي فيتجسد  بقصائد شتى ،منها تلك التي خص القدس بها ،وفيها
"لن يرجعوا (القدسَ) من ضَجُّوا ومن شَجَبوا
متى   عَهِدنا    (صلاح  الدين)    قد   شَجبا.....الخ
 
وكذلك قصيدته "إلى قلعة العرب"(بغداد) 
 
فتمثل ملحمة شعريةً كاملةً والتي ألقيت في مهرجان المربد 1978  ومما فيها :-
 
"قد  جئتُ  عن    حُبٍّ    يُواكبهُ
شوقٌ  إذا  مَسَّ   يَوماً   (دِجلةَ)     الْتَهَبا
أقلَعتُ  من  مَدرَجِ   التاريخِ   في  (سَبَأ)
وَجئتُ    أخترقُ     الأَجوَاء     والسُّحُبَا
أجُرُّ    خَلفِيَ     عَرشاً    في      سُرَادقِهِ
كَادتْ   دعائِمهُ     أن    تلمسَ      الشُّهُبا........الخ
 
•أغراضه الشعرية امتدت كثيراً،بين دينية ووطنية وقومية وأخرى ذات دلالات تتناقض مع ماأثير  حول تأصل حب السلطة لديه وعلاقاته مع حكام البلاد المتعاقبين إذ يقول:-
 
 "قالوا أتحلم في حكم البلاد غداً؟فقلت لا أبتغي صنعاء أو عدنا..فأتعسُ الناس في الدنيا وأنكدهم..من يمتطي الليث أو من يحكم اليمن".
 
••كثيراً ماأثيرت قصص وحكايات حول الراحل رحمه الله على غرار  اضطهاد وتهجير  أبناء الجعاشن التابعة لمحافظة إب  وفرض جبايات واستغلال نفوذه ضدهم وغيرها..
 
لكن هذا شأن آخر لانستطيع هنا الجزم بتفاصيله ولطالما نفاه ذوو الشيخ ومقربوه..،وليس موضوعنا هنا ،ما يهمنا هنا هو ذلك الكم الغزير  من الانتاج الإبداعي الشعري للرجل الذي يدهشك بناء  قصائده وجزالة مفرداتها.
 
•شخصياً قابلت الراحل محمد أحمد منصور  لقاءين عابرين في تعز  ،أحدهما في منزله الفخم بتعز  منتصف 2007 بمعية مجموعة من الأصدقاء ،والثاني في 2009في استراحة فندف سوفيتيل الذي كان معلماً مدهشا في أعلى مرتفع من شرق تعز وبات اليوم أطلالاً تبعث على البكاء ،بعد أن تفنن في تدميره المتحاربون وغارات الطيران ..
 
•يشعرك الشيخ والشاعر   محمد أحمد منصور ،في بساطته وثقافته وعمق قراءاته وطيب معشره أنك على عهد طويل به،حتى أنني لم أتردد في الحديث  اليه أن من يقرؤون له أو يسمعون قصائده المغناة ينفون عنه صفات "الجبروت"و"التسلط "الذي ينسب إليه من منطلق ذلك الكم الغزير  من الرقة التي تتسم بها القصائد.
 
وعموما بين مولده في العام 1930 في الجعاشن ووفاته في 13 مايو 2021 عن عمر ناهز  91 عاما ،وتشيبعه المهيب من قبل الخصوم والمحبين له ومواليه ومبغضيه على حد سواء في منطقة ذي السفال  الثلاثاء 18-5-2021 بعد عودة جثمانه  من القاهرة  كثير من فصول الجدل والمشيخة والحب والشعر  والسلطة وخليط من كل ذلك.
 
 

التعليقات