توكل كرمان

توكل كرمان

ناشطة يمنية، حائزة على جائزة نوبل للسلام. رئيسة منظمة "صحفيات بلا قيود"

كل الكتابات
النظرة الخاطئة للإسلام
الثلاثاء, 10 مايو, 2022 - 11:28 مساءً

للتو تعرفت على أمريكية من أصل كولومبي، أخبرتني أنها أسلمت قبل شهرين. بقدر ما سرني إسلامها سرتني محافظتها على شكلها دون نقاب ودون جلباب، كسائر الأمريكيات.
 
أعطيتها نصيحة وثلاث فتاوى؛ أما الفتاوى فهي: 
 
1- لا تغيري اسمك، ليس شرطا أن تختاري اسما عربيا، فهذا ليس جزءا من الاسلام.
 
2- هناك متسع لإسلام بدون جلباب وبدون نقاب، لإسلام دون أزياء عرب الصحراء، هذه الأمور ليست جزءا من الدين ولكل مجتمع أزياؤه، ليس شرطا أن ترتدي أزياء المسلمات في شرعب والعدين وأنت تجوبين شوارع نيويورك!!
 
3- لا تفارقي زوجك بحجة اختلاف دينكما، لست ملزمة بتدمير عائلتك والنكث بعهد الزواج المقدس، ما كان الله ليأمرك بذلك، فلا تصدقي أحدا يزعم غير هذا.
 
أما النصيحة:
 
فلا تأخذي الدين من فتاوى العرب وخاصة عرب الخليج، فهؤلاء إنما ينقلون ثقافتهم المتخلفة وانحطاطهم الحضاري ويصدرونه في قوالب من الفتاوى الدينية، كل حديثهم عن المرأة هو تعبير عن قناعة وعادات وتقاليد أبي لهب وقومه، لا دين ابن أخيه، ولا علاقة لها بتعاليم دين الله ومقاصده.
 
قبل هذا بأيام تكررت معي نفس القصة، أخبرتني إحداهن أنها أسلمت قبل ستة أشهر، كانت محتفظة بلباسها، كأختنا الكولومبية، وشعرت بسرور بالغ.
 
الحقيقة أنني أشعر أن الإسلام في خطر وأن لا مستقبل له في عالم اليوم، كلما رأيت مسلمة ترتدي نقابا وجلبابا أسودا في الغرب.
 
صحيح أن ذلك حق شخصي وأن منعها يعد انتهاكا لحريتها الشخصية، لكن ذلك لا يمنع من القول إنها استخدمت حقها الشخصي في الإساءة البالغة لديننا القويم، وهي تحسب أنها تحسن صنعا، حين قدمته بصورة بالغة التخلف والرداءة.
 
أن تفعل ذلك بديننا وأمتنا فهذا أيضا حق وحرية شخصية، نحن في بلاد الحرية، وأنا أدافع بشراسة عن حقهن هذا، لذلك أرجو أن لا يكون مفهوما أنني أدعو إلى سلبها حريتها الشخصية تلك.
 
*نقلا عن صفحة الكاتبة في فيسبوك.
 

التعليقات