المذيع بين "الضعف" و"السيطرة الصوتية"
الأحد, 22 مايو, 2022 - 04:47 مساءً

•احتدم الحوار  وبلغ حد العراك بين الضيفين مثلا ،أو حتى في حضرة ضيف واحد ارتفع صوته وتفاعل في ايصال فكرته حول موضوع ما، بينما المذيع بارد الأعصاب خافت الصوت محافظ على خامة صوته التي يظنها موضع ترحيب من قبل المشاهدين الذين عرفوه بها.
 
هنا فقط مهما كانت حُجة  المذيع وخطأ الضيف فالأخير منتصر لامحالة ،لأن المذيع أعد العدة المعلوماتية والأسلوبية ولكنه أغفل مهارة التوظيف الصوتي الذي ينبغي أن يخرج عن سياق التنويعات والتلوين والتنغيم ويتحول الى حالة "اللاقواعد".
 
•ضيوف كثر  يأتون الى الأستوديو وهم مخططون خاصة في الحوارات الحرة والجريئة أن يستخدموا أسلوب الصراخ للتعويض عن ضعف حججهم بينما يظل المذيع منمقا خامته ونوعها،والمطلوب هنا هو استخدام مهارة "السطوة الصوتية"،وهي مهارة نادرة للغاية وغير محبذة لكنها متاحة في الضرورات عند وجود مثل هذه النوعيات من الضيوف.
 
•تخليك كمذيع محاور عن مهارة "السطوة" الصوتية في حال وجود فوضى صوتية لدى الضيف أو الضيوف يظهرك ضعيفا مهما حاججت هادئا ،ويظهر ضيفك أو ضيوفك في مقام المنتصرين حتى بحجج واهية،فقط لأنهم صاحوا وصرخوا وأضاعوا صوتك الذي ظللت حريصا على طبقته التي عرفك الناس بها في التقديم والإلقاء العادي ،كأخبار وغيرها.
 
•لو أن أحد الضيوف استخدم "الهجوم" الصوتي غير المعزز بأية حجج وبراهين لإيصال وتمرير أفكاره التي لاتلتقي مع الواقع والمنطق وربما مع الدين والمعتقد، مستخدما "الفوضى"الصوتية والتتابع الكلامي مستغلا سمة الهدوء التي يمتاز بها المذيع الذي بقي محافظا على خامة القرار الهادئ التي يتمتع به كما لو أنه يحاور في برنامج ثقافي أو ديني،وخرج الضيف منتصرا بدون حاجته لأي براهين تدعم موقفه،وليس سوى "الصراخ"، هنا سيخسر المذيع وسيخيب  آمال محبيه خاصة في حال كان متمكنا،ولكي يعزز  ثقة مشاهديه به فلا يحتاج سوى للخروج عن مألوفه الصوتي بعض الشيء للضرورة المهنية.
 
•نفس الحال مع مذيعنا الذي قدم أحد المهرجانات الحاشدة التي ضجت بها المدينة وخرجت عن السيطرة بينما ظل هو كأنه يقرأ أبيات تتغنى بالصباح وجماله ،فانصرف الناس وهاجت حشودهم ورددت شعاراتها وانتهت فعاليتهم دون الاكتراث بدور المذيع "عريف الحفل".
 
•البيان السياسي أو العسكري الهام ينبغي أن يحظى بأداء صوتي مغاير  لما اعتدت عليه في نشرة الأخبار وحوار الثقافة وربما يتطلب خروجا عن المألوف وحتى عن المعقول،وبالتالي عليك أن تتوقع أنك في مواقف معينة قد يقتضي منك مقامها أن تتخلى عن مهمة المذيع ذي الصوت المعروف.
 
•تماما مثل فقدانك السيطرة على مجريات الحوار في برنامجك بسبب عدم تحضيرك المعلوماتي الجيد لمادته،فإنك قد تفقدها بسبب غياب"السطوة"، أو السيطرة  الصوتية.
 
•تخيلوا لو أن ضيوف فيصل القاسم مثلا بذلك المستوى "العنيف" الذي تشهده بعض حلقات الاتجاه المعاكس،وهو يتودد لهم بطبقة صوت مريحة هادئة وادعة،!
 
بلاشك الأمر سيختلف جذريا عما عُهد عنه من "تصدي"عن طريق "السطوة"والسيطرة الصوتية.
 
[القاعدة العامة هنا "تذكّر دائما أنك كمتحدث لعشرين شخصا في قاعة ما ،ينبغي ألا تكون أنت ذاته في قاعة تحوي  ألف شخص"].
 

التعليقات