فرج سالمين البحسني
الجمعة, 19 مايو, 2023 - 05:06 مساءً

تخرج الضابط فرج سالمين البحسني في العام 1983 من أكاديمية "فرونزا" للدراسات العسكرية بروسيا.
 
وعمل لاحقا في سلاح المدفعية قبل تحقيق الوحدة اليمنية، ثم بعدها عمل مديرا لمكتب رئيس الأركان، في دولة الوحدة.
 
مع اندلاع حرب 94م شارك البحسني في تلك الحرب إلى جانب الانفصاليين.
 
خسر المعركة في نهاية المطاف، وغادر اليمن كحال الكثير من الضباط والقيادات.
 
عاد الكثير من هؤلاء القيادات والضباط والسياسيين إلى اليمن، وعمل بعضهم في مناصب رفيعة، سواء حكومية أو حزبية.
 
لكن الضابط البحسني لم يعد.
 
وهنا تنقطع مسيرته المهنية في الجيش، ثم حصل على وظيفة في دولة عربية خليجية، كمدير لمحطة بترول لعدة سنوات، وانفصل بذلك عن الوضع في اليمن، بشكل عام، وفي حضرموت بشكل خاص، وهذه شهادة سمعتها من أحد القيادات المخضرمة في حضرموت.
 
في العام 2015م عقب خروج الرئيس هادي إلى الرياض، وهناك بدأ بتجميع قيادات الدولة من جديد، وكان رئيس الوزراء السابق خالد بحاح أحد القيادات الحكومية، بحكم كونه رئيس الحكومة عقب دخول الحوثيين صنعاء.
 
اصطحب بحاح البحسني إلى الرئيس هادي، وقدمه كقائد عسكري، طالبا تعيينه في منصب بالجيش.
 
أصدر هادي قرار جمهوريا بتعيين البحسني قائدا عسكريا للمنطقة الثانية بالمكلا وترقيته لرتبة لواء، ومحافظا لحضرموت، وكانت تلك المرة الثانية التي يرتدي فيها الزي الرسمي للجيش اليمني، والفترة الأطول في مسيرته (2015 - 2022)، أي لمدة سبع سنوات فقط، آمن فيها بدولة اسمها الجمهورية اليمنية.
 
عرف الناس خلالها من هو فرج البحسني، الذي مات وظيفيا لمدة عشرين عاما، شهدت خلالها حضرموت حالة مريعة من التدهور الأمني، والانتفاضات الشعبية، والتردي للخدمات، والفساد المالي والإداري، ثم الانقسام المجتمعي.
 
لم يقف الأمر عند هذا الحد، بل إن البحسني كان ضليعا في تحويل مؤسسات الدولة لسجون وقواعد عسكرية، وتلقى خلالها الإهانات من القادة العسكريين الإماراتيين، الذين همشوه، وتعاملوا معه بعدم احترام، رغم ما قدمه لهم.
 
كان يقف لساعات أمام مكاتبهم ليأذنو له بالدخول ومقابلتهم، وهذه شهادة سمعتها شخصيا من سجين سابق في مطار الريان.
في السابع من أبريل 2022 أصبح البحسني عضوا في مجلس القيادة الرئاسي مع ستة آخرين بقيادة رشاد العليمي، وتلك مكانة كان من المؤمل أن يسهم فيها البحسني بعملية التوافق داخل المجلس، لإخراج البلد من وضعه الراهن.
 
لكن الرجل الذي بات في وضع الضعف، بعد إقالته من منصبه كقائد عسكري، ومحافظ لحضرموت، ظل يحتفظ بمشاعر الكراهية والتذمر، فعاد لحضرموت بهذه الصفة، ويتدخل فيها بصفته عضو مجلس القيادة الرئاسي.
 
لم يقف الأمر عند هذا الحد، فالرجل خرج من صفة المهادنة والوداعة التي حاول أن يتصف بها ليظهر حقيقته مرة واحدة، بلا أي رتوش، ويقدم نفسه عاريا من أي لباس كان يرتديه في الفترة الماضية.
 
أصبح اليوم قياديا في المجلس الانتقالي، الذي يطالب بانفصال اليمن، وبات القدم الأساسية للانتقالي في حضرموت.
 
هذه النتيجة لا تشير لحالة زخم جديدة في مسيرة الرجل، بل تظهر أي نوع من الرجال اعتمدت عليهم الشرعية سابقا، وأي صنف من الرجال هؤلاء الذي باتوا في واجهة المجلس الانتقالي.
 
وقديما قال المثل العربي: الطيور على أشكالها تقع.
 

التعليقات