رداع والحوثي
الثلاثاء, 03 سبتمبر, 2024 - 08:48 مساءً

يشتهر في اليمن مثل شعبي "إذا غرتك الأصول دلتك الأفعال" ومعناه أن الإنسان مهما كان أصله ونسبه وأسرته فإن ما يعبر عنه هو ما يصدر منه، أفعال أو التزامات أو تعاملات.
 
أضحى الشعب اليمني رهينة لأسرة على مدى ألف وأربعمائة عام، تسلب أمواله وتنهب أراضيه وتتربص به ليل نهار، بدعوى أنها من نطفة مميزة ومن نسل طاهر يصل إلى النبي الكريم، متناسين ومنكرين ما ورد في القرآن بصريح العبارة وصحيح الورود والدلالة، أن الله قد حرم على النبي أن يكون له ولدّ من بعده من الذكور قائلاً: ما كان محمد أبا أحد من رجالكم.
 
لم يأخذوا من نسب النبي صفة نبيلة إلا إضافة "آل" إليه، بها قتلوا المسلمين و استباحوا حرماتهم ونساءهم وأعراضهم، وشردوا فقراءهم وسجنوا علماء الأمة ودمروا مراكز العلم وقضوا على تعلم القرآن الكريم والسنة النبوية.
 
لم يساومهم المجتمع على الأسماء والصفات، فإنهم نكرات، وإن أدخلوا الـ "آل للتعريف" في مقدمة أنسابهم، ما دامت الأسماء لا تمس مصالح المجتمع، فليسوا سوى كائنات تمشي على الأرض لا اعتبار لها.
 
ولكن،،، بعد أن انخدع المجتمع بزيفهم ووقع في شراك مسمياتهم أصبح من اللازم أن ينظر الناس في صحة دعوى انتسابهم فقد كثرت الشكوى وعمت البلوى، وشوهت الأحفاد نسب الأجداد وتحقق المثل القائل "إن غرتك الأصول دلتك الأفعال"، فهل ينتسب الحوثيون إلى النبي حقيقة؟!
 
صمت اليمنيون عشرات السنين على جرائم المليشيات وتعسفها بمختلف الصور، النهب والسلب والقتل والتشريد والتفجير والتكفير والتنكيل، وحاول الشعب مداراة الوضع رفقاً ببسطاء القوم الذين لا يقدرون على دفع تكاليف المواجهة مع الكهنوت دون ذنب لهم، غير أن الإنسان اليمني أصيل بطبعه شهم بأخلاقه عريق بتأريخه ورجولته، لا يصمت حين يرى الظلم أو الانتهاك بحق الحرمات والأعراض، يوقِف عقارب الزمن حين يرى العرض ينتهك والشرف يداس، وإن كان الفاعل أعتى حكام الأرض وطغاتها فسيجد الرجل اليمني له بالمرصاد.
 
وفي لحظة انهيار الشعب وضعقه وموته البطيء جراء انقلاب الحوثيين يمارس قادة المليشيات أنواع المحرمات والموبقات من اغتصاب الأطفال واستباحة الأعراض وتشكيل شبكات انحطاط أخلاقي واستهداف الشباب والشابات والجيل الناشئ في كل المحافظات مستخدمين بذلك كل الوسائل والطرق التي يوقع المجتمع في شراكهم من منظمات ومؤسسات تعليمية ومراكز إعلامية وشركات وغيرها.
 
وفي رداع الأبية كشف السيد عن القناع وأبدى حقارته على طفل لا يعرف للجنس معنى، ولا يدري ما الدناءة والغدر والخديعة.
 
استدرجه إلى كمين الفاحشة، فسقط بدناءته صريعاً إلى الهاوية يجر أذيال فضيحة فوق عاتقه، وجاء الغاصبون لنجدة صريعهم، وانطلقت جموع السادة لنصرة المجرم الدنيء من عقوبته، وتداعت الكلاب إلى قصعتها، ونهشت من لحم أبناء الشعب حتى كاد أن يكون قتيلاً.
 
ولكن،،، ماذا بعد؟!

شبت نار الغيرة والرجولة وتحدث اليمني الأصيل باللغة التي يعرفها الشذاذ والجبناء الذين لا تكفي قوتهم سوى لاغتصاب الأطفال أو مصادرة حقوق المسالمين، وقالوا كلمتهم الفاصلة حتى انتزعوا الحق انتزاعا من أيادي المدافعين عن الساقطين، شيعة الشوارع الذين أدمنوا عمل المحرمات دون مراعاة لحرمة الوطن والقيم والعرض والكرامة والدين.
 
هي بداية الشرارة، وانبعاث من ركام الخوف ونفض لغبار الذل، ودليل شموخ لبقية الأحرار وإشارة للثوار ألا يسكتوا للظلم ولا ينحنون له فإن الرد على الظالم يكسب المواطن الضعيف قوة وصلابة وثقة بنفسه مع مرور الزمن، بينما يتملك الظالم الخوف والوجل ويسيطر عليه الوهن فترتعد فرائصه وتنهدُّ قواه.
 
إن الملوك وإن كانوا جبابرة
 
لهم قلوب من الأطفال تنهزم
 
مشاهد بطولية يسطرها أبطال وقادة رداع البسطاء ضد عتاولة الإجرام والدناءة، ليحافظوا على كرامتهم التي يمتهنها البغاة المعتدون، فهم يعرفون قيمة الصمت والإذعان، فإن سكوتهم عن الظالم حتماً ينذر بكارثة أشد جرماً وأكبر وزراً.
 
تلك هي أنفة المارد الهمام، صاحب لقب أصل العرب، يأبى الدنية في قيمه النبيلة ويقاتل من أجل عرضه وشرفه، ينتصر للضعيف من القوي، ويأخذ الحق بالسلام أو السلاح.
 
وهنا يأتي المثل من جديد "إذا غرتك الأصول دلتك الأفعال" ليشرح حال القبيلة اليمنية الحقيقي، قائلاً: أنتم أصل العرب والنسب وأنتم هامة في اللقب وأنتم الأسياد بالأخلاق والقيم والمروءة والنجدة، إذ لا اعتبار لنسب على نسب إلا بما يحمل من القيم والمبادئ السامية.

 

التعليقات