نهاية موسم التفاؤل لمفاوضات الكويت
الأحد, 26 يونيو, 2016 - 07:26 مساءً

احتفى كثيرون بالمفاوضات التي تجرى بالكويت بين وفدي الحكومة الشرعية والانقلابيين منذ شهرين، وبانتعاش المسار السياسي لحل الأزمة في اليمن وإنهاء الحرب على أساس المرجعيات الثلاثة وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني ، و القرار الأممي 2216، وسبب هذه الحفاوة، يعود لحرص الحكومة الشرعية ودول التحالف العربي وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية على إغاثة الشعب اليمني نتيجة الظروف الإنسانية القاسية من خلال إتاحة المجال لتدفق المساعدات الطبية والغذائية للمناطق المتضررة، وكذلك استجابة لمبادرة مبعوث الأمم المتحدة لليمن اسماعيل ولد الشيخ للحوار بين الحكومة والانقلابيين.
 
يومها وبخلاف هؤلاء قلنا أن أي مفاوضات لا يكتب لها النجاح اذا لم تكن هناك نوايا صادقة لأطرافها في إنجاحها، وهذه النوايا الصادقة لها مؤشرات ودلائل  فعلية على أرض الواقع...مثال على ذلك اطلاق المعتقلين والأسرى، الالتزام بوقف إطلاق النار وإيقاف الاعتداءات على المدنيين في تعز ،وفك الحصار عنها والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية اليها، بغير ذلك فإن المشاورات أو المفاوضات تتحول إلى غاية بحد ذاتها وليست وسيلة تؤدي إلى نتائج محددة، لأنه تم استنفادها كوسيلة، إذ إن الانقلابيين  وبعد المفاوضات العبثية السابقة مازالوا عند النقطة التي بدؤا منها ولا يريدوا أن يتقدموا شيئاً يوحي بجديتهم، بل هم عازمون على استخدام المفاوضات رافعة لتحقيق أهداف معينة.
 
ولقد شهدنا على قدر "التعجل" وأحياناً "السذاجة" في التعامل مع الإعلانات المتكررة لمبعوث الأمم المتحدة ولد الشيخ  عن تفاؤله وعن تحقيق تقدم، وعن مبادرة وخارطة طريق جديدة سيطرحها على وفدي الحكومة و الانقلابيين ،و حتى وإن استعان هذه المرة بكبيرهم الذي علمهم بان كي مون.  
 
على أية حال ، تصريحات و ممارسات الانقلابيين ستقطع الشك باليقين، و لن ننتظر طويلاً لوضع نهاية لموسم التفاؤل، لفعل ذلك تصر مليشيات الحوثي وقوات المخلوع على التقدم نحو عدن والسيطرة على قاعدة العند، و مواصلة العدوان على تعز وقصف الأحياء السكنية وقتل المدنيين، وتطالب "بحكومة وحدة وطنية" بعد كل ما ارتكبته من جرائم وقتل بحق الشعب اليمني، وفي المقابل يتمسك الوفد الحكومي بـ "القول الفصل" في المفاوضات من خلال تطبيق القرار الأممي 2216 ، وبما يضمن انسحاب المليشيات من العاصمة صنعاء وبقية المدن ، وتسليم السلاح، وعودة الحكومة الشرعية واستلام مؤسسات الدولة. 
 
قد يكون بعض الذين أسرفوا في الاحتفاء بـ "مفاوضات الكويت"، مكابرين من الإعلان  عن فشلها والعودة إلى نفس المواقف السافرة القديمة للانقلابيين ،لكنه  "موسم تفاؤل" قصير على أية حال ، أوشك على الانتهاء.

أكاديمي يمني

التعليقات