عكفة الحوثي الجدد في إب
الجمعة, 30 سبتمبر, 2016 - 07:21 صباحاً

كان ولاة الامامين يحي ثم أحمد وكثيرا ممن سبقوهم والمنتمين لبلاد مطلع كما كان يطلق عليهم يشترون المناصب الاشرافية لادارة مناطق إب بمبالغ كبيرة يدفعونها للامام، لما فيها من عوامل اثراء سريع واستغلال للناس بسبب خصوبة الارض وانتاجها المتنوع من الحبوب والخضار والفواكه. آ  آ فيعودون الى مناطقهم القاحلة محملين بكل غالي ونفيس من خيرات الارض وثمارها، اضافة للمبالغ المالية المتنوعة بين الذهب والفضة، وتحدث عن هذا الامر البردوني في اليمن الجمهوري وغيره من المؤرخين. آ  اليوم عكفة الحوثيين الجدد في محافظة إب يمارسوا نفس الدور ويتسابقون للفوز بالاشراف على كثير من مديريات إب وينفذوا ذات المهام بنفس العقلية والادوات. آ  عكفة يخضعون مديريات بكاملها لمزاجهم ويضربون بالاعراف والاخلاق عرض الحائط، ولن نقول القانون فهم في عداء مفتوح مع القوانين. آ  مهام اولئك العكفة هي الثراء والاثراء وممارسة الجباية المالية وتتبع الناس والتجبر عليهم وخدمة اهداف الحركة التوحشية. آ  يتحدث مطلعون على الوضع في إب ان قادة من المليشيا يدفعون مبالغ لحركتهم مقابل ابقائهم في مناطق معينة من المحافظة وتعهدهم بتسديد وتوريد مبالغ معينة لها كل شهر. آ  وهو ذات الاجراء الذي كان يمارسه عمال وقضاة الائمة في السابق، بحيث لم تعد لهم اي مهمة سوا الجباية والتنكيل والوصاية وارهاب الناس. آ  الامر اللافت ايضا ان هؤلاء العكفة ليسوا من ابناء تلك المناطق الذين اعلنوا ولائهم الصريح للحوثيين، بل ينتمون لمحافظات عمران وصعدة وما جاورها، وهي ذات المناطق التي انتمى لها اجدادهم السابقون قبل ما يقارب المئة عام. آ  ولمن يظن أن هذا الامر تهكما ومبالغة فليراجع اداء اولئك العكفة المصطلح على تسميتهم بالمشرفين في مديريات مذيخرة والعدين وذي سفال وغيرها من نواحي إب. آ  هؤلاء الناس وضعوا انفسهم فوق السلطة المحلية وادارات الامن والشخصيات الاجتماعية وكل عاقل في المناطق التي وصلوا إليها وعاثوا فيها الفساد، وسجلوا حالات من التجني والظلم والتعسف والاختلاس لم يرتكبها سوا اجدادهم من قبل. آ  وعكس طابع الافساد الذي مارسه العكفة الابناء و المتصل بتأريخ اجدادهم ان عقلية الجماعة التي ينتمي إليها هؤلاء الناس تقوم على ذات النظرية التي سار عليها حكم الائمة من قبل والممتدة لقرون من الزمن داخل اليمن. آ  وهي نظرية بقدر ما ترتكز على عامل الاصطفاء وتقسيم الناس مجتمعيا كسادة وعبيد، تقوم ايضا على رؤية اخرى تجعل من الوسط والغرب والجنوب مركز لإدرار اللبن وانتاج الثمر لإطعام واعاشة اولئك المصطفون القادمون من جحور الشمال. آ  وربما كان هناك نوع من الرفض الشعبي المسمى بالمقاومة وجيوبها هنا وهناك داخل محافظة إب لهذا الوضع، لكنه لايرقى الى مستوى الرفض الكامل الذي يجعل من تلك المناطق بيئة طاردة لهؤلاء العكفة. آ  الملاحظ ان هناك حالة تذمر بدأت تتشكل ضد هذا الوضع، وهي في نمو مستمر ويوما ما ستتحول الى غضب عارم، خاصة مع ادراك الناس في تلك المديريات ان هؤلاء العكفة استغلوا سجاياهم الطيبة وبساطة حياتهم ومجتمعهم ليلحقوا فيهم كل هذا السوء. ​

التعليقات