فاروق المفلحي

فاروق المفلحي

كاتب يمني مقيم في كندا

كل الكتابات
المملكة والسياحة
الثلاثاء, 15 ديسمبر, 2015 - 08:30 صباحاً

قابلت في مطار بيرسن الكندي الواقع في مدينة تورنتو وانا اهم بالسفر الى عدن ، قابلت شخصاً في صالة المطار كان في حالة ارتباك وبحث في جيوبه وبين اغراضه، وتوقعت انه يبحث عن هاتفه الذي وجدته وتقدمت نحوه اخبره هل هذا هاتفك؟ فبان عليه السرور لهذا القادم الذي حمل له هاتفه، الذي ربما كان سوف يربك عليه رحلته ويعقد عليه اتصالاته فيما لو فقده.
 
وبعد حديث عابر قلت له الى اين تتوجه؟ قال انا مسافر الى مصر وسوف اعرّج على الاردن من شرم الشيخ، قلت وستعود ؟ قال لا بل سأحاول العبور ان امكن الى جدة المملكة العربية السعودية للتسوق فقد علمت ان بضائعهم بدون ضريبة.
 
قلت له انت لن تستطيع لأنني مثلك احمل الجواز الكندي، ورغم ذلك حاولت ان اجد فرصة لزيارة المملكة فلم اتمكن! فكان رده خسارة!! فهم يفرطون بعوائد مالية ضخمة ومستدامة فالسياحة من اعظم الصناعات في العالم وهناك السياحة الصحية الاستشفائية والسياحة الترفيهية والسياحة التسويقية والسياحة الثقافية واهمها للمملكة السياحة الدينية والمملكة تتوفر بها كل هذا ويمكن ان يزور المملكة 70 مليون سائح سنويا بين زائر ومتسوق ومرور ترانزيت.
 
اعلم ان المملكة مواردها هائلة وعظيمة ، والله حباها بثروات طائلة من نفط وغاز ومعادن وشموس وهذا الاخيرة قد تجعل المملكة المصدر الاول في العالم للطاقة الكهربائية الخضراء بتركيب مساحات هائلة من الالواح الشمسية بنوعيها -المرايا المقعرة- الذي تحول الضوء الى حرارة عبر مرايات تسلط وتعكس اشعتها الى مراجل ويتحول الماء الى البخار - داسر- للتروبينات وهنا نستفيد منها في التحلية ايضا.
 
وكذلك الالواح السلكون التي تحول الكهرباء الى طاقة وتبعثها عبر الشبكات او الى بطاريات خازنة وعظيمة ، والتخزين للطاقة هي فكرة مستجدة بدأت اليوم في امريكا بفضل اختراع بطاريات هائلة التخزين ولا تحتاج الى صيانة ولا تعمل بالخلايا ونظام الموجب والسالب وقد تكفي بطارية معبئة من هذا النوع لتشغيل مول تجاري متوسط طوال ساعات النهار.
 
نعود الى السياحة فالسعودية يجب ان توليها المملكة اهميه قصوى فهي اليوم ركيزة مهمة للاقتصاد الكندي والامريكي وقبلهم تأتي فرنسا فضلا عن إسبانيا وبريطانيا وهذه الدول ليست فيها ما يغري بشكل ملح ومتوجب مثل السعودية فالذي تحتويه السعودية من جواذب سياحية تتفرد به عن الاخرين ففيها مكة المكرمة والمدينة المنورة مهجة المسلمين وملاذهم وحلمهم الحياتي ولا ننسى لمنافع.- ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات.
                       
يقال ان من مروا ترانزيت وتسوقوا في أمارة دبي هذا العام يناهز 60 مليون سائح واذا علمنا ان فرنسا تستقبل سنويا 85 مليون سائح وان كل سائح ينفق بما معدلة 1000 الف دولار فان ما تم انفاقه عام 2014 من قبل السواح في فرنسا هو 85 بليون دولار . هذا الرقم لا يحتاج الى صناعة حديد وصلب ومداخن ولقيم ولا يشكل تلوث ،انه فقط تقديم خدمات فندقية ومطاعم ونقل ونظافة وحسن استقبال مصحوب بابتسامة وهش ونش في وجه القادم.
 
لو زار المملكة 70 مليون سائح سنويا لانفق السواح مبلغ يناهز 70 مليار دولار اي قرابة 262 بليون ريال سعودي. لن تكسب السعودية هذا المال فحسب بل وستكسب معه المملكة سمعه طيبة ودعوة مستجابة من زوار البيت الحرام ومن زوار طيبة الطيبة فقد نزلوا في بلدة طيبة (وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ).

التعليقات