عندما يفقد الأكاديمي قوته
الاربعاء, 05 أكتوبر, 2016 - 05:37 مساءً

 لكل إنسان في هذه الحياة له رسالة يؤديها ، أو هكذا يفترض. ولعل من أهم المجالات التي تحمل رسالة عظيمة هو المجال الأكاديمي ، ومن اختار أن يكون أكاديمياً لابد أن تكون رسالته هي الوصول بالوطن الى أعلى درجة من التقدم في المجال العلمي والأكاديمي عن طريق ممارسته لعمله بكل اخلاص وأمانة ، واقتدار وكفاءة ، ويكون هدفه هو المساهمة في بناء المستقبل،عن طريق غرس المفاهيم و القيم والمبادئ الايجابية  لدى الشباب بشكل علمي وبما يمكنهم من الولوج الى المستقبل وهم مسلحين بالعلم والمعرفة والتجربة والبحث ،

فضلاً عن ذلك المشاركة في خدمة المجتمع وتنويره سواء من خلال البحوث والدراسات والاستشارات نحو مختلف المشكلات المجتمعية ، أو من خلال المشاركة الفاعلة في الحراك السياسي و الاجتماعي وفعالياته المختلفة ، وفي كل ذلك وانطلاقاً من عظمة رسالته ونبل مهنته كان لابد عليه أن يكون قيمة أخلاقية وقامة وطنية مهما كانت التحديات التي تواجهه ،

 ومهما زادت الضغوط عليه لإعاقته عن القيام بدوره الحقيقي أو الانحراف عن أداء رسالته الصحيحة . ومما يحز في النفس ، ومن الحقائق المؤسفة هو أن البعض من الأكاديميين ، اختبروا على مدار السنوات السابقة في تولي مناصب عليا في الدولة ، وقيادة مؤسسات حكومية ، ففشلوا في الاختبار لأنهم لم يحترموا مهنتهم ولم يقدسوا رسالتهم ، فسقطوا في الفساد ماليا و اداريا ، وقبل ذلك هو فساد فكري و أخلاقي.

 إن رسالة الأكاديمي هي رسالة تخدم المصلحة العامة لأنها رسالة علم وفكر ومعرفة ، و لابد لكل ممارس لهذه المهنة النبيلة أن يحترم رسالته ومهنته ،لا أن يتعامل معها على أنها وسيلة للوصول الى مرتبة اقتصادية واجتماعية عليا أو يتقرب بها الى كرسي السلطة السياسية لتحقيق مكاسب شخصية ،  إن قوة الأكاديمي تكمن في احترامه لذاته ومهنته و رسالته ، وفي كونه قدوة في المجتمع ، وبالتالي فإن من يفقد تلك القوة يسقط في وحل العار الأكاديمي ، ولعنة المجتمع.
 
 

التعليقات