قالت صحيفة "الغارديان" إن لاعبي كرة القدم الإيرانيين قد يواجهون انتقاما إذا فشلوا في ترديد النشيد الوطني في مبارياتهم المتبقية في مونديال قطر، بعد أن قال أحد السياسيين إن البلاد "لن تسمح أبدا لأي شخص بإهانة نشيدنا الوطني".
والتزم فريق كرة القدم الصمت في أثناء عزف النشيد الوطني، قبل هزيمته 6-2 أمام إنجلترا، الاثنين، في عرض رمزي لدعم الحركة الاحتجاجية التي أزعجت طهران منذ وفاة مهسا أميني، البالغة من العمر 22 عاما، في حجز الشرطة في أيلول/ سبتمبر.
كان "الفريق ملّي"، كما يطلق على المنتخب الوطني الإيراني، قد تعرض في السابق لانتقادات من المحتجين بسبب مشاركتهم في الكأس في قطر، وأثارت لقطات لهم وهم ينحنون أمام الرئيس إبراهيم رئيسي في اجتماع توديع مزيدا من الغضب.
يوم الثلاثاء، قال مهدي جمران، رئيس مجلس مدينة طهران: "لن نسمح لأي شخص بإهانة نشيدنا الوطني وعلمنا. الحضارة الإيرانية لها تاريخ ممتد آلاف السنين، هذه الحضارة قديمة قدم مجموع الحضارات الأوروبية والأمريكية".
في غضون ذلك، دعا نائب من المحافظين في كردستان إلى أن يستبدل بالمنتخب الوطني شباب مؤمن وثوري يرغبون في ترديد نشيدهم الوطني.
لم تذكر وسائل الإعلام الإيرانية الخاضعة للرقابة الشديدة سوى القليل جدا عن عدم قيام الفريق بترديد النشيد الوطني.
أعربت صحيفة "كيهان"، التي ربما تكون أقرب الصحف إلى المرشد الأعلى علي خامنئي، عن غضبها من الطريقة التي احتفل بها المتظاهرون بالانتصار الإنجليزي، قائلة: "لقد شنت وسائل الإعلام الأجنبية منذ أسابيع حربا إعلامية نفسية قاسية وغير مسبوقة ضد هذا الفريق".
وأضافت الصحيفة أن "هذه الحملة لم تدخر جهدا في خلق فجوة بين الشعب الإيراني وأعضاء المنتخب الإيراني لكرة القدم، فضلا عن خلق انقسامات كاذبة"، مضيفة أن "هذه الحركة الإعلامية السياسية، خاصة من سكان لندن، وبدعم وتنسيق مع مواطنين محليين، من مشاهير السينما والرياضة إلى قنوات الإعلام والتليغرام، وحتى الشخصيات السياسية الإصلاحية، تكاتفوا لمهاجمة اللاعبين".
وقالت إن المدرب البرتغالي المولد كارلوس كيروش اتهم منتقديه في المؤتمر الصحفي بعد المباراة بمحاولة تدمير معنويات الفريق. ونقلت عنه قوله: "يجب أن أقول لمن لا يريدون دعم المنتخب الوطني إنه من الأفضل البقاء في الوطن، لا أحد يحتاجهم".
تم عرض التمرد ضد المنتخب الوطني من خلال مقاطع فيديو تظهر الحشود في الشوارع تشيد بانتصار إنجلترا، وتردد "الموت للديكتاتور" خلال المباراة. وقامت السلطات الإيرانية يوم الثلاثاء بإغلاق مطعم وختمه في طهران؛ لأنه دعم إنجلترا على صفحته على إنستغرام.
في مقابلة مع صحيفة "اعتماد" الإصلاحية، قال علي لطيفي، مهاجم المنتخب الإيراني السابق، إن الفريق وقع بين موقفين، فلم يقل إنه يريد التركيز فقط على كرة القدم، ولم يدعم الاحتجاجات بوضوح، ونتيجة لذلك لم يرض أحدا. كما ألقى باللوم على أساليب التدريب السلبية، التي قال إنها غرست الخوف في نفوس اللاعبين.
في أواخر أيلول/ سبتمبر، اختار الفريق ارتداء سترات سوداء لتغطية ألوان البلاد في مباراة ودية ضد السنغال.
داخل إيران، استمرت دورة الاحتجاجات والقمع والجنازات وقطع الإنترنت والإضرابات. وتجري حاليا أشد الاحتجاجات في كردستان إيران، حيث أفادت منظمة هنغاو لحقوق الإنسان بمقتل سبعة أشخاص منذ يوم الأحد في جافانرود وحدها، وأن الحرس الثوري الإسلامي بدأ في استخدام ترسانة عسكرية ثقيلة وذخيرة حية لقمع الاحتجاجات.
شارك آلاف الأكراد، الثلاثاء، في تشييع جنازة الصبي كروان شكري، البالغ من العمر 16 عاما، الذي قُتل الليلة الماضية في بيرانشهر.
تجلت الرقابة الشديدة على وسائل الإعلام الإيرانية هذا الأسبوع من خلال إغلاق السلطات لصحيفة "جهان سانات"، بعد أن نشرت مقابلة شكك فيها أستاذ جامعي سابق شهير في الخط الرسمي بأن الطفل كيان بيرفالاك، البالغ من العمر 10 أعوام، والذي أصيب برصاصة في صدره في أثناء تواجده في سيارة في إيزيه شرقي محافظة خوزستان الغنية بالنفط قتل الأسبوع الماضي على يد "إرهابيين" وليس على يد قوات الأمن.
تم استدعاء مدير الصحيفة والصحفي المسؤول عن المقال من قبل مكتب المدعي العام في طهران. إنهم من بين مجموعة واسعة من الأشخاص، بما في ذلك الفاعلون والسياسيون الإصلاحيون الذين تم استدعاؤهم لشرح الملاحظات الأخيرة التي تشير إلى أن الحكومة لم تكن تقول الحقيقة.
ألقت والدة كيان باللوم في البداية على قوات الأمن في وفاته، لكنها تراجعت لاحقا عن التعليقات فيما بدا أنه ظهور تلفزيوني قسري. ولا يزال والد الصبي في المستشفى مصابا بجروح خطيرة من جراء طلقات نارية.