اقتربت فعاليات كأس العالم 2022 في قطر من الانتهاء، حيث تقام اليوم الأحد المواجهة الأخيرة بين فرنسا و الأرجنتين في نهائي المونديال.
وقد شهدت البطولة العديد من الظواهر الفنية، وأبرزها تراجع طريقة "التيكي تاكا" وأسلوب الاستحواذ، الذي يعتمد عليه بعض المدربين وخصوصا لويس إنريكي، المدير الفني السابق لمنتخب إسبانيا.
وودع إنريكي المسابقة مبكرا من دور الـ16 على يد المغرب، بركلات الترجيح، وهو الذي أكد في تصريحاته قبل المباراة، تمسكه بأسلوب الاستحواذ وبناء اللعب من الخلف، ورفضه التراجع عنه.
في المقابل، تقدمت منتخبات أخرى في البطولة، مثل كرواتيا والمغرب، وكلاهما لا يعتمد على الاستحواذ وتدوير الكرة، وإنما يركز في المقام الأول على التنظيم وإغلاق المساحات، وتنفيذ الهجمات المرتدة بشكل مميز.
وهو ما مكن الفريقان من تحقيق نتائج جيدة، على حساب فرق كبيرة كانت مرشحة لحصد اللقب، مثل البرتغال والبرازيل.
كما شهد المونديال مفاجآت كبيرة أخرى، مثل فوز السعودية على الأرجنتين، واليابان على ألمانيا وإسبانيا.
تهكم الركراكي
وكان وليد الركراكي، مدرب منتخب المغرب، قد تحدث خلال المؤتمر الصحفي قبل مواجهة فرنسا في نصف نهائي المونديال، مؤكدًا أن المدير الفني الإسباني بيب جوارديولا يصيبه بالجنون، نظرًا لاعتماده على أسلوب الاستحواذ.
وأضاف أن ما يمكن جوارديولا من فعل ذلك، هو امتلاكه لاعبين مثل كيفن دي بروين وبرناردو سيلفا.
لكنه عاد وتهكم على هذه الطريقة، مؤكدا أنه سيتحدث مع جياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، ليطلب منه تخصيص جائزة للاستحواذ في المباريات.
ورغم وصول فرنسا والأرجنتين إلى النهائي، إلا أنهما لا يعتمدان أيضا على الاستحواذ، إذ يفضل ديدييه ديشامب، المدير الفني لمنتخب الديوك، ترك الكرة للمنافس والتعويل على الهجمات المرتدة، مستغلًا دقة تمريرات جريزمان وانطلاقات كيليان مبابي.
وهذا بجانب تحركات أوليفييه جيرو، وقدرته على إنهاء الفرص بشكل جيد.
كما يعتمد ليونيل سكالوني، المدير الفني لمنتخب الأرجنتين، على سرعات العناصر الشابة مثل ألفاريز، مع الاستفادة من صناعة ليونيل ميسي الفارق بمهاراته الخاصة، وقدراته العالية سواء في الصناعة أو التسجيل.
وهو ما يطرح سؤالًا عما إذا كان عصر التيكي تاكا قد أوشك على الانتهاء، أم أنها مجرد كبوة لهذا الأسلوب الممتع في نظر الكثير من جماهير كرة القدم.