شككت بقدرة جماعة صنعاء على الاستجابة لوقف الحرب
كريستيان ساينس مونيتور: ذهاب السعودية إلى صنعاء ليس مؤشرا على حلول السلام في اليمن (ترجمة خاصة)
- ترجمة خاصة الخميس, 20 أبريل, 2023 - 10:20 مساءً
كريستيان ساينس مونيتور: ذهاب السعودية إلى صنعاء ليس مؤشرا على حلول السلام في اليمن (ترجمة خاصة)

[ كريستيان مونيتور سلطت الضوء على اللقاء السعودي في صنعاء - الصورة من أوكسفام ]

قال موقع "كريستيان ساينس مونيتور"، وهي مؤسسة إخبارية دولية متخصصة في صحافة الحلول، إن المشهد الذي حدث قبل أسبوع في صنعاء بدا غير وارد خلال ثماني سنوات من الحرب الأهلية في اليمن، حيث وصل مسؤول سعودي كبير ليصافح علنًا، ويبتسم ويتفاوض مع الأعداء اللدودين، المتمردين الحوثيين المدعومون من إيران، والذين يحكمون عاصمة البلاد والشمال الغربي.

 

وبدأ التدخل السعودي عسكريا ضد الحوثيين في العام 2015، وبدعم عسكري واستخباراتي أمريكي كبير، بات يشمل 25 ألف غارة جوية، وفقًا لإحصاءات مشروع بيانات اليمن، وخلفت سنوات الحرب واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، كما أسفرت عن مقتل أكثر من 377 ألف يمني حتى نهاية عام 2021 نتيجة للحرب والجوع، حسب تقديرات الأمم المتحدة.

 

ودفعت السعودية وحلفاؤها في التحالف ثمناً باهظاً لمحاولتهم الفاشلة لإعادة الحكومة المعترف بها دولياً في العاصمة بعد أن أطاح بها الحوثيون. ومنذ عام 2019، توغل الحوثيون بشكل أعمق في الأراضي السعودية بأكثر من 1000 عملية إطلاق صواريخ و350 إطلاقًا لطائرات بدون طيار، مما أجبر الرياض على البحث عن مخرج من مستنقعها العسكري.

 

وتأتي هذه التحركات المتسارعة بعد أسابيع فقط من تقارب رفيع المستوى توسطت فيه الصين الشهر الماضي بين الخصمين السعودية وإيران- وكلاهما حوّل الحرب الأهلية في اليمن إلى ساحة معركة بالوكالة لتوسيع نفوذهما الإقليمي.

 

وقال محمد البخيتي، أحد القيادات الحوثية، على تويتر إن اتفاق السلام بينهم وبين السعودية سيكون "انتصارا للطرفين"، وحث على طي "صفحة الماضي".

 

وقال مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، هانز جروندبرج، لوكالة أسوشيتدبرس، إن المحادثات هي "اليمن الأقرب إلى إحراز تقدم حقيقي نحو السلام الدائم".

 

وفي حين أن التبادل الأولي لحوالي 900 سجين الذي بدأ الجمعة أعطى اليمنيين الأمل في التحرك نحو السلام، يزعم الخبراء أن المفاوضات السعودية-الحوثية لا تتناول سوى جزء واحد من الصراع متعدد الأوجه.

 

ويحذر محللون يمنيون من أنه في حين أن المفاوضات السعودية الحوثية تمثل خطوة أولى مهمة نحو إزالة الطبقة العميلة في الصراع، إلا أنها من خلال استبعاد الفصائل الأخرى، فإنها تتجاهل الطبقات الأخرى في حرب اليمن. ويشمل ذلك على وجه التحديد الحكومة المعترف بها دوليا، والتي تحكم حاليًا من المنفى في السعودية، وكذلك المجلس الانتقالي الجنوبي، وهو قوة انفصالية تدعمها الإمارات.

 

خطر مزيد من الصراع

 

يخشى المحللون من أنه نتيجة لذلك، قد يستمر القتال بين اليمنيين لأن أي اتفاق جانبي يبرمه الحوثيون مع السعوديين لن يوفر للجماعة المدعومة من إيران أي دافع للتخلي عن هدفها الاستراتيجي طويل الأمد المتمثل في السيطرة على كافة أنحاء البلد أو المشاركة في عملية سلام شامل.

 

وتقول ندوى الدوسري، الخبيرة في شؤون اليمن بمعهد الشرق الأوسط بواشنطن: "لقد حققت الهجمات الصاروخية التي شنها الحوثيون على السعودية هدفها، وهو الضغط على السعوديين نحو الاستسلام".

 

وتضيف الدوسري: لقد بدأ ذلك برغبة السعوديين في عكس انقلاب الحوثيين في 2014 بالكامل في فترة ثلاثة أسابيع، وانتهى الأمر بمناشدة كبار المسؤولين السعوديين في صنعاء حرفيا للحوثيين لقبول أي تنازلات لمجرد توقيع صفقة، لمساعدة السعوديين في "الخروج من اليمن لحفظ ماء الوجه".

 

وتقول: "ذهاب السعوديين إلى صنعاء هو بيان استسلام وهزيمة، حتى وإن جرى تعبئته كمحاولة للتوصل إلى السلام وإنهاء الصراع في اليمن".

 

وفي صنعاء، التقى السفير السعودي في اليمن، محمد آل جابر، برئيس المجلس السياسي الأعلى للحوثيين، مهدي المشاط، وقال إن الزيارة تهدف إلى "إنهاء أزمة اليمن" بـ "حل سياسي شامل".

 

وبحسب الدوسري، هناك فرصة ضئيلة في أن يؤدي ذلك إلى حل بعض المشاكل، مثل دفع رواتب الموظفين المدنيين [في الأراضي التي يسيطر عليها الحوثيون] وفتح المطارات. لكن بعد ذلك، يخشى العديد من اليمنيين من احتمال تسليم اليمن إلى الحوثيين. وتتابع قائلة: "كان السعوديون والإماراتيون حاجزًا. انضمت الإمارات أولاً إلى التحالف الذي تقوده المملكة، لكنها انسحبت لاحقًا ودعمت ميليشياتها الخاصة، مما أدى إلى تصعيد التوترات مع سعي الإمارات والسعودية للسيطرة على دول الخليج العربي.

 

وحتى أثناء مساعدتهم في وقف التقدم العسكري للحوثيين في بداية الصراع، تقول الدوسري بأن أهدافهم المتباينة قوضت بشدة المعسكر المناهض للحوثيين. وقد جعل ذلك الحوثيين قادرين على انتزاع تنازلات في سياق جهود الأمم المتحدة وغيرها من جهود السلام منذ عام 2014، مع إعطاء القليل في المقابل. ورفض الحوثيون وقف إطلاق النار السعودي الأحادي الجانب، لكن الهدنة التي توسطت فيها الأمم المتحدة لمدة ستة أشهر وانتهت في أكتوبر الماضي لا تزال سارية إلى حد كبير.

 

ويقول عبد الغني الإرياني، الباحث البارز في مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية، عمان، الأردن: "في حال نجحت المفاوضات في شكلها الحالي، فذلك لن تؤدي إلى سلام دائم، كون السعوديون سيعترفون بحكم الأمر الواقع بالحوثيين، مع استبعاد الأطراف الأخرى".

 

"ستكون المفاوضات بين اليمنيين غير متوازنة"، يقول الإرياني، "ولن تكون بين أنداد". فالحوثيون سيقولون هذا ما سنعطيكم، خذوها أو اتركوها".

 

ويقول إنه يتوقع أن يقدم الحوثيون عفواً عن عودة الحكومة المقيمة خارج البلاد، بعد سنوات من نعت أعضائها بـ "المرتزقة السعوديين"، على سبيل المثال، وعدد رمزي من المناصب الوزارية المخصصة لهم في حكومة يقودها الحوثيون، رغم أن القوة الحقيقية ستبقى في أيديهم.

 

وبحسب الإرياني، فإن "الحوثيين ليس لديهم نية للحفاظ على الدولة اليمنية كدولة موحدة، وليس لديهم نية لتقاسم السلطة مع أي شخص بشكل هادف". إنهم يريدون تجاهل ما تبقى من مناطق البلاد، والتي "ستتحول في النهاية إلى مساحات غير خاضعة للحكم، ومفتوحة للقاعدة والدولة الإسلامية"، وبدلاً من ذلك يقيمون دولتهم الخاصة على الأراضي التي يمتلكونها الآن.

 

سرعة الامتيازات السعودية

 

بعد مثل هذا الاستثمار الضخم من قبل السعودية في حرب اليمن طويلا، تفاجأ المحللون بحجم وسرعة التنازلات السعودية، والتي يعزونها جزئيا إلى تحسين القدرات العسكرية للحوثيين، بدعم من الخبرة الإيرانية.

 

ويواصل الإرياني "بحلول عام 2019 و2020، بعد زيادة وصول الحوثيين إلى المملكة، كان السعوديون يرددون، 'سننسحب ونترك اليمنيين يقاتلون' '، لكن الأمر أصبح أكثر تعقيدًا مع وصول الحوثيين إلى الرياض حتى أصبحت أكثر تهديدًا. ويقول: "لا أعتقد أن السعوديين يريدون الخروج فقط، لأن الحوثيين سيظلون يمثلون تهديدا استراتيجيا للسعودية".

 

قد يكون التعامل مع هذا اللغز الاستراتيجي هو الشاغل الأكبر للمملكة، حيث إنها تبني رؤيتها 2030، وهي مجموعة واسعة من مشاريع الإنفاق والبناء التي تعتبرها المملكة "مخططا فريدا للإصلاح الاقتصادي والاجتماعي" الذي "يفتح المملكة أمام العالم".

 

وتقول فينا علي خان، المتخصصة في شؤون اليمن في مجموعة الأزمات الدولية ومقرها بروكسل: "يدرك السعوديون أنهم إذا أرادوا الخروج من الصراع، فسيتعين عليهم تقديم تنازلات كبيرة للحوثيين". وتضيف: "ما يتضح بشكل متزايد هو أن السعوديين يريدون الانسحاب من اليمن". وتواصل "الحوثيون يدركون ذلك، لذلك فهم يحاولون انتزاع أكبر عدد من التنازلات، ويبدو أنها تعمل".

 

لقد تحولت السعودية من استراتيجية عسكرية إلى استراتيجية دبلوماسية، ووفقا لـ"خان"، فإن إطلاق الحوثيين للصواريخ عبر حدود المملكة "سيكون له تأثير على رؤيتهم 2030 ويمنع السياح من دخولها".

 

لذلك، تقول، "ما يرونه انتصارًا ليس بالضرورة رحيل الحوثيين، ولكن فقط التأكد من وجود حوثي صديق على الحدود لن يطلق الصواريخ".

 

تنازلات كبيرة للحوثيين"، وتضيف: "ما يتضح بشكل متزايد هو أن السعوديين يريدون الانسحاب من اليمن". وتواصل "الحوثيون يدركون ذلك، لذلك فهم يحاولون انتزاع أكبر عدد من التنازلات، ويبدو أنها تعمل".

 

لقد تحولت السعودية من استراتيجية عسكرية إلى استراتيجية دبلوماسية، ووفقا لـ"خان"، فإن إطلاق الحوثيين للصواريخ عبر حدود المملكة "سيكون له تأثير على رؤيتهم 2030 ويمنع السياح من دخولها".

 

لذلك، تقول، "ما يرونه انتصارًا ليس بالضرورة رحيل الحوثيين، ولكن فقط التأكد من وجود حوثي صديق على الحدود لن يطلق الصواريخ".

 

لقراءة المادة الأصل على الرابط هنا


التعليقات