اليمن.. فوضى التحالفات تفتح شهية القوى الدولية
الأحد, 14 مايو, 2017 - 09:19 صباحاً

تواجه اليمن أزمة متفجرة بتشكيل المجلس السياسي الانتقالي في الجنوب كبديل لحكومة الرئيس هادي لإدارة المناطق الجنوبية، على أمل الانفصال عن الشمال. عاصفة من الفوضى أثارها الإعلان في وقت تتصاعد فيها الجهود للسيطرة على ميناء الحديدة والعاصمة صنعاء.
 
الأزمة تفجرت بعد إقالة الرئيس هادي وزير الدولة بن بريك ومحافظ عدن عيدروس التي سبقها إقالة خالد بحاح من منصب رئيس الوزراء، وتعيين محسن الأحمر نائبا للرئيس، وابن دغر رئيسا للوزراء؛ ما اعتبره البعض انعكاسا لصراع سياسي بين الرئيس اليمني وتيار مقرب من دولة الإمارات؛ فمخاض الصراع بين بن بريك وعيدروس لم يتوقف على التداعيات المحلية؛ إذ أخذ أبعادا إقليمية بانخراط السعودية والإمارات في حالة التنافس، لصياغة وهندسة الحكومة اليمنية ومستقبل اليمن، عاكسة تضارب المصالح بين الأطراف المتحالفة في معسكر الشرعية اليمينة.
 
التصارع داخل معسكر التحالف العربي بلغ مستوًى عاليًا من الاستقطاب بين المحافظين في مقاطعات الجنوب، معززا بأصوات كانت اختفت كعلي سالم البيض خصم هادي في الحزب الاشتراكي في عهد دولة الجنوب موسعة نطاق المواجهة. استقطاب خطير سعت السعودية لاحتوائه، بدعوة عيدروس وبن بريك وهادي إلى الرياض؛ فالتصارع والاستقطاب الحاد يهدد بمزيد من الأزمات في اليمن مستقبلا تثقل كاهل الدول الخليجية المتحالفة، خصوصا أن الاستقطاب الجديد لا يستند إلى قاعدة مواجهة التهديد الإيراني، أو خوض معركة على قاعدة مواجهة ثورات الربيع العربي التي أنتجت معسكر الثورة المضادة في حينها، بل تصارع من نوع جديد على المكانة والنفوذ في اليمن والبحر الأحمر؛ إذ تسعى كل من السعودية والإمارات لتوسيع نفوذها في البحر الأحمر؛ من خلال بناء قواعد شمال الصومال وجيبوتي وأرتيريا.
 
منحى جديد يؤسس لتحالفات على قاعدة التنافس الإقليمي، والرغبة في توسيع النفوذ السياسي، رافعا من مستوى سيولة التحالفات وتعددها وتشرذمها وتضارب أهدافها واستنزافها؛ وهو مشابه إلى حد ما بالتحالفات المتضاربة والمتقاطع التي نشأت في سوريا بعيد الثورة السورية والليبية التي قادت إلى تدخلات إقليمية ودولية واسعة من قبل ايران وتركيا وروسيا وأمريكا؛ نتيجة الفشل العربي في التعامل مع الأزمة السورية.
 
الأزمة ذاتها نجدها في معسكر علي عبد الله صالح الذي بدأت تبرز فيه ملامح قوية لتصارع الحوثيين مع علي عبد الله صالح، للسيطرة على الحكومة الانقلابية في صنعاء، إلى جانب منافسة حادة للسيطرة على مدينة صنعاء ذاتها وإدارة المفاوضات مع التحالف العربي بقيادة السعودية؛ مسألة دفعت نحو دعوات إلى تعزيز النفوذ الإيراني، بل دعوات أخرى للاستعانة بروسيا من قبل علي عبد الله صالح لعب دور في الأزمة اليمينية، عاكسة قدرا كبيرا من الفوضى في المعسكرات، وجاذبة المزيد من القوى الدولية والإقليمية للانخراط في الصراع اليمني.
 
اليمن على موعد مع جولة جديدة من التصارع، يلعب فيها الزمن دورا مهما؛ مسألة قد تدفع السعودية إلى تسريع عملياتها العسكرية، على امل حسم معركة الجديدة وصنعاء لقطع الطريق على أصدقائها وخصومها الذين باتوا في حالة تفلت من التزاماتهم؛ مسألة لن يحد من تساعها ويحتويها إلا تحقيق إنجازات عسكرية سريعة وكبيرة.
 
السبيل الأردنية
 

التعليقات