جهاد الجفري

جهاد الجفري

كاتبة وقاصة يمنية

كل الكتابات
الحب الذي كان
الثلاثاء, 23 أبريل, 2019 - 05:19 مساءً

كانت سعادة كمال ومريم لاتوصف ليلة زفافهما ،نسيا كل التعب والوجع والألم الذي عانوا منه كي يصلوا الى هذا اليوم ،وهاهي اليوم بفستانها الأبيض تملاء الدنيا فرحه وضحكتها تجلجل وابتسامتها لاتتوقف انه اليوم العظيم ،وهاهو كمال يرقص ويرقص الشرح اللحجي ولايتوقف طربا وفرحا وحبا ،ثم حان وقت الزفة الى السيارة ثم الى المنزل ، والنساء يغنوا (قمري شل بنتنا قمري شلها وراح ).
 
وركب السيارة وبرفقته مريم والسائق اخ مريم والسيارات من خلفه وامامه واصوات الزفه عالية ،الكل فرحان لزواج كمال ابن المنصورة من مريم بنت حافون والاهل والجيران ملاءو الدنيا زغاريط وفرح وهون السيارات لايتوقف ،وهكذا عاش الجميع معهم ساعات فرح وحب ،ووصلوا الى المنزل وحمل كمال مريم الى منزلهم الذي احتوته رائحة البخور العدني واوصلها الى غرفة النوم ،وكان الفل يملاء المكان ورائحته الزكية تعطر الأنوف والقلوب ،وكانت ليلة العمر ليلة الحب ليلة السعادة ،اصبحت مريم تنظر بسعادة لكمال النائم بجنبها وتبكي فرحا ان الله اخيرا جمع بينهما وصارت في بيته اخيرا، فتح كمال عينيه على وجه مريم وسريعا مالف ذراعه حول عنقها ليقول لها حبيبة قلبي اخيرا افتح عيني على رؤيتك واخيرا أصبحتي في منزلي ،غمرتهم السعادة والحب واستمرا يعيشا الحب الحلال والفرحة تغمرهم وام كمال واخواته في قمة السعادة والفرح .
 
مرت الايام وتاريخ 1311986يوم الاتنين جاء اتصال لكمال يبلغوه بضرورة التوجه للمطار فقال انا عريس معي اجازة فقالوا له الامر طارئ وستعود سريعا ،،ارتدى ملابسه وهم بالخروج فنادته مريم كمال كمااااال لاتذهب ارجوك لاتذهب انا قلبي مقبوض ،قال لها لاتكبري الموضوع انت فقط ماتعودتي خروجي ،هذا اول خروج لي لذا لاتتضايق ساعات واعود .
 
خرج كمال الساعه التاسعة صباحا ذهب الى المطار ففوجئ بسيارة يطلبوا منه الطلوع فيها مشوار الى التواهي وراجعين ،ذهب معهم على اساس يعود الى المطار خرج من المنزل سالما فرحا سعيدا ،وفجاءة سمع اصوات رصاص ثم ارتباك الناس ثم انتشر الخبر بين الناس ،حرب حرب حرب ،اي حرب ومن ضد من ،انهم اهل ابين والضالع ويافع ،انهم جماعة علي ناصر ضد جماعة عبدالفتاح وعلي عنتر ،وكثر اللغط والخوف والكلام.
 
ووصل الكلام الى مريم التي صاحت كمال ،وام كمال تصيح بكل صوتها ولدي اين ولدي ابني ابني ياناس اين ابني.كمال لم يعد
أين كمال هكذا تساءلت مريم .
 
أبني ابني ابني اين ابني هكذا صرخت ام كمال..
 
ومرت الايام والشهور والسنين ولم يعد كمال وعاشت مريم وحيدة كسيرة تحمل طفلها اليتيم الذي أنجبته في غياب الاب وهكذا عاشت الام الحزن الجديد العميق باختفاء أبنها ،وماتت الفرحة في قلب مريم وعاشت بلا حب ولا حنان ولا كمال .
 
(ولسان حال مريم )
 
حينما يبكي الفل
 
وتتناثر الدمعات في كل مكان
 
حينما تنقص الانثى الف نقصان
 
حينما تفارق الروح أنامل الحبيب والمكان
 
حينما لا تبتسم لي الايام
 
احتاجك واحتاج ذاك الزمان
 
اشتاقك واشتاق الامان
 
أين انت مني الان ؟
 
وأين انا مني ؟
 
لقد ضعنا وضاعت احلى الايام..

* نقلا عن صفحة الكاتبة من الفيسبوك
 

التعليقات