‏البسط العشوائي على الساحة الادبية !!
السبت, 04 مايو, 2019 - 08:05 مساءً

يقف القلم حائرا حين احاول اجباره على الكتابة
 
أرميه مرة من يدي واستسمحه عشرات المرات نتقارب ونتباعد نتخاصم ونتصالح  يصل النزاع  بيننا في أغلب الاحيان حد المقاطعة.
 
لاعن كراهية في الصدور  
 
ولكن لا يحب أحدنا فرض سيطرته على الآخر او اقحامه فيما لا يطيق .  
 
"حالة ينعدم فيها الانسجام لا ينتج عنها الا الصد !!"
 
 فاذا تحققت الرغبة في آن نتسامر معا ونتراشق بحروف الضاد صرنا روحا واحدة يصل فيها التجاذب والعناق اعلى درجاته.
 
وإن أعطى احدنا ظهره للآخر فذلك يعني الاندياح، تماما كعاشقين يضفي الدلال مذاقا عسليا على عشقهما ويفجر عيون الشوق ليروي ما كان جدبا.
 
وتلك العلاقة الحقيقة بين الكاتب مرهف الحس المغرم حتى الثمالة والقلم الحر الصادق الذي يرقص فرحا حين يرى بسمة على شفاة طفل  وكثيرا يبكي لو لمح زهرة تنوح !!
 
وكما هو معروف ان الابداع هبة من الله يخص بها من من يشاء علينا ان ندرك حق الادراك ان احتلال موقع المبدع وانتحال شخصيته ذنب يقترفه كل من يعبث بأبجديات اللغة ويغتصب الحرف ليريق الحبر هباء على بياض الصفحات متصدرا  بطلاسمه تلك عناوين الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي.
 
و حين يستغرق الكاتب الحقيقي مدة قد تتجاوز اشهر بلياليها في كتابة نص ادبي ، يكتب ذلك المزيف مئات المقالات و القصص وفي فترة زمنية لا تكفي حتى لاختيار عنوان واحد عند مبدع حقيقي !!
 
هذا الكم الهائل من اتباع مسيلمة يحجب الرؤى عن اعين الكثيرين ممن لا يستطيعون معرفة الفرق بين السماء الحبلى والسماء العقيمة !
 
و قد اثر هذا المد بشكل  مباشر وجلي على الذائقة الفنية للمتلقي وخدش الصورة الجميلة للأدب الذي يعد ارقى نتاج انساني عرفته البشرية.
 
حالة يرثى لها تلك التي يعيشها واقعنا الثقافي اليوم جراء عمليات البسط الهمجي على الساحة الادبية من قبل بعض الدخلاء و قد ساهم في تفاقم هذه الحالة الى حد كبير، غياب دور المثقف وتركه المجال متاحا امام تلك الاقلام المزيفة  والمستعارة .
 
الأمر الذي نتج عنه ظهور مخلوق مشوه فرض وجوده  على الساحة مستمدا نموه وتكاثره من صمت المثقف الفعلي وتهاونه الرهيب !!
 
 
 

التعليقات