حرب الإمارات الجديدة
الأحد, 28 يوليو, 2019 - 08:50 مساءً

عندما أعلنت الإمارات انسحابها الشكلي من مناطق تواجدها في اليمن قالت إنها ستتيح المجال للسلام مع الحوثيين وفق تفاهمات السويد، وأنها ستتفرغ بشكل أكبر  لمحاربة الإرهاب في اليمن.
 
منذ ذلك الإعلان ارتفعت وتيرة الحملات الإعلامية الحادة والمضللة من الإمارات وأذرعها الإعلامية في اليمن مستهدفة حزب الإصلاح.
 
 وفي نفس الوقت تراخت بشكل واضح تطرق تلك الأذرع عن الحوثيين، وتزامن ذلك مع أحاديث لقيادات إيرانية عن تفاهمات لطهران مع الإمارات حول اليمن.
 
أعقب ذلك ارتفاع وتيرة استهداف قيادات حزب الإصلاح في مناطق تواجد الإمارات ومليشياتها، وخلال ثلاثة أيام جرى اغتيال قياديين من الإصلاح، الأول في الضالع، والثاني في سيئون.
 
في الوقت الراهن أصبح هناك خطاب إعلامي تحريضي من آلة الإمارات الإعلامية تستهدف حزب الإصلاح، من خلال وسائل الإعلام الإماراتية أو الممولة منها، ومن شبكة فرق تسمى منظمات تتحدث عن الحزب بوصفه مليشيا، وفرق موت ميدانية من قبل أذرعها المليشاوية تستهدف الإصلاحيين شخصا بعد آخر.
 
هذا التصعيد الإعلامي والقتالي ضد الإصلاح يطابق التوجه الإماراتي، ويكمل الهدف الذي سقطت صنعاء من أجله في العام 2014م.
 
ومن الملاحظ أن عدد الأعضاء والقيادات الإصلاحية التي قتلت في مناطق تواجد الإمارات في المحافظات المسماة مجازا محررة أعلى من تلك التي قتلت في مناطق سيطرة الحوثيين.
 
يحدث كل هذا للإصلاحيين في ظل صمت مطبق من السعودية التي تتواجد في أراضيها قيادات حزب الإصلاح، وتتماشى مع النهج السعودي بإخلاص غير مقدر من الرياض التي تتماهى مع سلوك حليفتها الإمارات تجاه ما يتعرض له الإصلاحيين.
 
يقع على كاهل قيادات حزب الإصلاح حمل ثقيل، وعبء كبير وهي تحاول دفع الضرر الأكبر من الرياض وأبوظبي، وتتصرف بصبر طويل وهي تعلم حقيقة الدولتين، ولا أتصور أنها لاتشعر بالقهر تجاه ما يتعرض له منتسبو الحزب.
 
لكن قيادة الحزب التي نجت برؤوسها في الخارج وتركت بدنها يتآكل بالداخل تحتاج أكثر من أي وقت مضى للإنتباه أكثر تجاه ما يجري، فالحرب المعلنة على الإرهاب وفقا لمفهوم الإمارات بات من الواضح اليوم أنها تستهدف الإصلاح أكثر من غيره.
وبات واضحا أن الإمارات تشكل حلفا جنوبيا وآخر شماليا في الجانب العسكري والإعلامي يضع في مقدمة أولوياته استهداف حزب الإصلاح، ولا مانع لديها التحالف مع الحوثيين في هذا الأمر، وهو تحالف بدأت ملامحه تتشكل بوضوح.
 
هذه الحرب الإماراتية تشبع شهية أبوظبي، وتخدم توجهها وأجندتها، وتتناقض مع مبررات قدومها لليمن ضمن تحالف عربي لدعم الشرعية التي يعد حزب الإصلاح أبرز الأحزاب اليمنية المؤيدة للشرعية والمنخرطة فيها.
 
ما تبقى هنا هو ملاحظة تتعلق أولا بموقف الشرعية التي يشارك فيها الإصلاح مما يجري للإصلاحيين سواء الرئاسة أو الحكومة، ثم موقف الأحزاب السياسية اليمنية تجاه استهداف القيادات الحزبية، وإضعاف الأحزاب لصالح نمو المليشيا وازدهارها.
أما الموقف المطلوب بدرجة أساسية فهو من قيادة حزب الإصلاح التي تفقد اليوم خزان بشري كبير من أعضائها في معركة واضحة الأهداف، ومعروفة العدو، لكن دون أن يتمكن الحزب من الإشارة والحديث ولو مرة واحدة عن القاتل الحقيقي.
 

التعليقات