ثورة الأحلام
الإثنين, 30 سبتمبر, 2019 - 09:11 صباحاً

منذ أن التقينا لأول وهلة ، لم يدُر في خلَدِي أنها قائدة ثورة ، فقط أحسست أنها ملك خالص لي، ورُبّما أحست هي بذلك ، لكنّها فرضت بعدئذٍ وبقوة عتادها كامل السيطرة على كل خلاياي ، واتخذت من قلبي المكلوم عاصمةً لحبّها، والذي لم يزل يزداد في كل وقت إلا تحصنًا ، علمًا أن عاصمة كقلبي لم تكُ كصنعاء  أو عدن (عاصمة هادي الموقتة) وكلتا العاصمتين قد سقطتا ،لكن وكما يبدو أنّ عاصمتنا المنيعة هذه محال عليها أن تسقط بيد أية مليشيا في الكون، وذاك لقلة المرتزقة في دولة عشقنا ووطن محبتنا ، أضف إلى ذلك أن كل ذرة في كياني وإن كانت من لحم ودم تشهد بصدق حبّي وإخلاصي ووفائي ، إلا أن معشوقتي لا تعترف قط بهذا ، وكلما بُحتُ لها بشيء مما أجد، قالت : " إن الكُتاب والشعراء يعشقون ليكتبوا لا غير، وهم يكذبون أكثر مما يتنفسون ، وفي كل وادٍ يهيمون ". وأكدت في معرض حديثها حول عدم انقيادها لثورة أحلامي بأن مراسها ليس بالأمر السهل كما ظننت، وقد أردفت قائلة :  "لست بغاوية كي أتّبعك وأصدقك".
 
تلك السيّدة الجميلة أشعلت فيّ ثورة من الأحلام غير المتناهية ، وقضت على حكم الملكية الفردية ، وفتحت قلبي على الغانيات الغاليات ، وقد دكت  ما علق بي من آثار التخلف والانزواء والتزمت، وأرست مبادئ كثيرة ، كالتعددية الحزبية ، والحكم الجمهوري ، وتداول السلطة ، وكل ذلك كان دون تخطيط مسبق ، ووليد لحظة ونظرة ، وقد كان في يوم تاريخي جميل من أوائل هذا العام ، وفي مدينة تعز، مدينة الثورات والثقافات ، وحينها أعلنت انضمامي لتلك الثورة ، دون الرجوع إلى ملكتي التي كانت تستحوذ على قلبي وتتفرد ، وقد حررت ذاتي من كل قيود الإمامة ، وأدخلت إلى قائمة الأصدقاء في فيسبوك وتويتر كثرة كثيرة من الجميلات وذلك بعد خلو قوائمي منهن ردحا من الزمن ، وقد تغزلت بجمال التعزيّات أمام مرأى ومسمع من زهرة قلبي وحاكمة قلاعه ، وذلك بعد أن عشت معها دهرا لا أنبس ببنت شفة .
 
 ما أجمل الثورات إن لم تصدها ممالك الجوار وضرائر النفاق ، ولو كان معي رجال لفجّرت في كل أسرة ثورة ، وجعلت للرجل أكثر من زوجة ، وانتقلت بعدها إلى المؤسسات والأحزاب ، ودورت كل القيادة، وسموت بوطني إلى أعالي القمة.
 
وعلى نهج ثورتي أكتوبر ونوفمبر كنت ولم أزل وسأظل أطمح بثورة أجلي بها الإمارات من جنوب اليمن ، وأزيح المملكة الشمطاء عن حكم الوصاية ،وذاك لعلي أن أصنع شرعيّة جديدة .
 
 وعلى نهج سبتمبر أريد ثورة أجتث بها شيخ البلدة، وعاقل الحارة ،ومسئول الحزب ،ومدير المدرسة، وخطيب الجمعة ، ففي الثورات حياة لو كانوا يفقهون .
 

التعليقات