أوردت صحيفة بريطانية تفاصيل مؤلمة عن خاتمة فتاة فيتنامية حاولت الهجرة غير الشرعية إلى فرنسا بعد وصولها إلى بريطانيا ورد السلطات البريطانية لها مع زملائها.
تسعة وثلاثون رجلا وامرأة في شاحنة نقل تجمدوا أثناء عبورهم بحر الشمال من بلجيكا إلى بريطانيا الثلاثاء الماضي كما أوردت صحيفة صاندي تايمز.
سجل فريق الإسعاف الذي قام بفتح الشاحنة في روايته أنهم وجدوا بعد عثورهم على الناقلة آثار أياد ملطخة بالدم داخل صندوق الشاحنة، ما يشير إلى المحاولات اليائسة التي قام بها الضحايا لجلب الانتباه أو تحرير أنفسهم والتخلص من الموت.
هذه نهاية الرحلة البائسة لأمل كاذب ساق نحو أربعين شخصا بينهم خمسة وعشرون من فيتنام إلى الموت بهذه الطريقة القاسية.
إحدى الفتيات المتواجدات اسمها بام تي ترا ماي وهي في السادسة العشرين من عمرها كتبت من صندوق تلك الشاحنة، على بعد ستة آلاف ميل من منزلها إلى والدتها رسائل كثيرة عبر الهاتف، آخرها أنا آسفة يا أمي، رحلتي إلى الخارج لم تنجح (..)، أحبكم كثيرا (..)، أنا أموت لأنني غير قادرة على التنفس.
إحدى الرغبات البريطانية لمغادرة الاتحاد الأوروبي هو عدم الالتزام باتفاقية المهاجرين إلى أوروبا وهي قضية أخذت مساحة من الجدل في الشأن البريطاني، ولذلك سجلت الصحيفة أن ماي وصلت بالفعل حية إلى بريطانيا قبل الحادثة ببضعة أيام، إلا أن البوليس البريطاني عثر عليها وأعادها إلى فرنسا، قبل أن تعيد الكرة لتكون في نهاية حياتها.
وقد يحدث أن تُختزل أرض الأحلام في صندوق شاحنة متجمد والتفرغ للشعور بكل آلام الموت البطيء وسط المجهول والندم.
قبل أكثر من شهر كان بطل الكونغفو اليمني هلال الحاج يصارع في قارب صغير نفس هذه الآلام في بحر واسع كان يبتدئ من دولة المغرب وينتهي إلى أسبانيا، ولكنه فقد حياته الشابة قبل أن يصل إلى القارة العجوز.