القبيلةُ والمساواةُ وتوكل
الخميس, 19 ديسمبر, 2019 - 08:38 مساءً

دار صباحُ اليومِ حوارٌ بيني وبعض زملائي الدكاترة في كلية التجارة و الاقتصاد - جامعة صنعاء حول (القبيلة والاندماج الاجتماعي في اليمن). ولأنني قريبٌ من الظاهرِة القبيلةِ بحثيًا واجتماعيًا وسياسيًا أقول: اعلموا أنَّ القبيلة ليست كتلةً مصمتةً ولا صماء، ولاهي شرًا مستطيرًا بالمطلق ولا خيرٌ بالمطلق ؛ فالظاهرةُ القبليَّةُ كأية ظاهرةٍ اجتماعيةٍ وسياسيةٍ، لها إيجابياتها وسلبياتها.
 
ولانهُ كما يقال : " إن الشيء بالشيء يُذكر" ؛ فإنني مازلُت أذكر مشاركتي للمناضلة أ/ توكل كرمان في إحدى مسيرات صنعاء الاحتجاجية والتنديدية بظلم شيخ (الجعاشن)أو ما عُرف بـ (شاعر الرئيس)، وتعسفه لكثيرٍ من مواطني الجعاشن، وانتهاك حقوقهم وحرياتهم!
 
تلك المسيرة المسائية التي انطلقت من أمام مسجد جامعة صنعاء. وقد كانت وجهت مسيرتنا ميدان التحرير؛ لأن خيام المُهجّرين آنذاك قد أُزيلت قسرًا! وقد ردَّدنا آنذاك (عام 2010م) شعاراتٍ عدة يحضرني الآن منها شعار : (يا صنعاء صح النوم صح النوم لا مشايخ بعد اليوم).
 
وعقب أن ووجهنا بالرصاص والغازات السامة من قِبل رجالِ الأمن في شارع أبي الأحرار الشهيد/ محمد محمود الزبيري أمام المستشفى الجمهوري ؛ ذكَّرت أ. توكل كرمان ورددتُ عليها: " ها أنا ذا أدينُ ظلمَ بعضِ شيوخِ القبائل وعسفهم واستبدادهم لبعض المواطنين اليمنيين، رغم أنني إبن شيخ قبلي (بيروتاري) كادح هههه؛ فقد شاركت في المسيرة اقتناعًا وافتخارا.
 
فما كان من أ. توكل - آنذاك - إلا الابتسامة الهادئة المُسيَّجة برفضٍ ضمني وعلني للظاهرةِ القبليّة. وبالتالي يتعين، هنا عدم التعميم السلبي عن الظاهرة القبليَّة بإطلاق.
 
و في هذا السياق، أُذّكِر أنهُ قد ظهرَ أسوأ ما في القبيلةِ كبنيةٍ تقليديةٍ، ولذا وبقناعةٍ تامةٍ؛ فإنني كنتُ وما زلتُ، وسأبقى مع قيام دولةٍ مدنيةٍ حديثة ديموقراطية عادلة. دولة النظام والقانون والمساواة.
 
اللهم احفظ اليمنَ وأهلها من كُلِّ طامعٍ وغازٍ وطاغٍ وعميل وفاسدٍ يا أرحم الراحمين. سنأخذُ بالأسبابِ اللهم فاستجب.
 

التعليقات